الإعصار هيلين يدمر جنوب شرق الولايات المتحدة..الحصيلة تصل إلى 600 قتيل
ADVERTISEMENT
حذرت مستشارة الأمن الداخلي في البيت الأبيض، إليزابيث شيروود راندال، يوم الاثنين من أن حصيلة القتلى نتيجة إعصار هيلين قد تصل إلى 600 شخص بسبب الفيضانات المدمرة التي خلفها الإعصار في جنوب شرق الولايات المتحدة. وأشارت إلى أن هناك حوالي 600 شخص لا يزالون في عداد المفقودين، مما يثير مخاوف من ارتفاع الحصيلة بشكل مأساوي في الأيام القادمة.
الإعصار هيلين، الذي اجتاح مناطق واسعة من شمال غرب فلوريدا كإعصار من الفئة الرابعة، جاء مصحوبًا برياح عاتية وصلت سرعتها إلى 225 كيلومترًا في الساعة. وبرغم تراجعه أثناء توجهه شمالًا، إلا أن الأضرار التي خلفها كانت هائلة، حيث دمرت الفيضانات مساحات شاسعة، وجرفت المنازل والبنية التحتية، وأدت إلى انقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص.
الكارثة الإنسانية: طريق طويل نحو التعافي
الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن دعمه الكامل للمناطق المنكوبة، مشيرًا إلى أن "طريق التعافي سيكون طويلًا". وأعرب في بيان له عن حزنه الشديد للخسائر في الأرواح والدمار الهائل الذي تركه الإعصار هيلين خلفه. كما أكد بايدن أن الحكومة الفيدرالية ستظل على أهبة الاستعداد لتقديم كل الدعم المطلوب في جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
كذلك، تعهدت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، خلال خطاب لها في لقاء انتخابي في لاس فيغاس بأن الإدارة الأمريكية ستواصل دعمها للمناطق المتضررة "طالما اقتضى الأمر". وعلى الجانب الآخر، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب أنه سيزور المناطق المنكوبة في ولاية جورجيا لتقديم دعمه والوقوف إلى جانب المتضررين.
دمار شامل وانقطاع الكهرباء عن ملايين المنازل
تعرضت عشر ولايات أمريكية لأضرار جسيمة نتيجة لإعصار هيلين، حيث تسببت الرياح العاتية والفيضانات في انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 2.2 مليون منزل. وفقًا لموقع "باور آوتيتج"، لا تزال فرق الطوارئ تعمل على إصلاح شبكات الكهرباء والمياه المتضررة، وسط تقديرات تشير إلى أن استعادة الخدمات بشكل كامل قد يستغرق عدة أسابيع.
ديان كريسويل، مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA)، أكدت في تصريحات لتلفزيون "سي بي إس" أن حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية "ضخم"، مشيرة إلى تدمير شبكات الطرق والاتصالات، بالإضافة إلى المنازل والممتلكات. وأضافت أن عمليات البحث عن المفقودين مستمرة، وأن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة بسبب صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتضررة.
عزلة المناطق وتضرر البنية التحتية
ولا تزال بعض المناطق المتضررة، خاصة في كارولاينا الشمالية، معزولة تمامًا بعد أن قطعت الفيضانات الطرقات والجسور الرئيسية. وأفاد الحاكم روي كوبر أن فرق الإنقاذ تقوم باستخدام المروحيات للوصول إلى المناطق المنكوبة وتقديم المساعدات اللازمة للسكان المتضررين.
أعلنت ولايات ألاباما وفلوريدا وجورجيا وكارولاينا الشمالية والجنوبية وتينيسي حالة الطوارئ الفيدرالية، مما ساعد في نشر أكثر من 800 عنصر من الوكالة الفيدرالية لإدارة الكوارث لتقديم الدعم اللازم. ولكن لا تزال بعض المناطق تواجه تهديدًا محتملاً من انهيار السدود، مما يزيد من المخاطر المحتملة في الأيام المقبلة.
جهود الإغاثة والتحديات المستمرة
مع استمرار حالة الطوارئ، يتوقع أن يستمر التحذير من الفيضانات في بعض مناطق غرب كارولاينا الشمالية، حيث يحذر الخبراء من إمكانية انهيار بعض السدود، مما قد يؤدي إلى فيضانات أكثر خطورة. هذا التهديد المستمر يزيد من تعقيد جهود الإغاثة وإعادة البناء، والتي تحتاج إلى المزيد من الموارد والتخطيط لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها.
من جهة أخرى، يقوم الصليب الأحمر الأمريكي بتقديم الدعم والرعاية للآلاف من النازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب الإعصار. ويستمر التعاون بين الوكالات الفيدرالية والمحلية لضمان توفير المأوى والغذاء والرعاية الصحية للمتضررين، وسط جهود كبيرة لمواجهة التحديات الإنسانية الهائلة.