لبنان يحظر أجهزة البيجر على متن الطائرات وسط توترات أمنية متصاعدة
ADVERTISEMENT
أعلنت السلطات اللبنانية، الخميس، عن حظر حمل أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية على متن الرحلات الجوية المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. جاء هذا القرار كإجراء أمني عاجل بعد سلسلة من الهجمات المتطورة التي استهدفت أجهزة الاتصال الخاصة بـ حزب الله، وأسفرت عن سقوط عشرات الضحايا. في الوقت نفسه، أعلن الجيش اللبناني عن تفجير عدة أجهزة اتصال "مشبوهة" في مناطق متفرقة، مما يسلط الضوء على حجم التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد في الوقت الحالي
منع أجهزة البيجر واللاسلكي: قرار أمني حاسم
وجهت المديرية العامة للطيران المدني في لبنان تعميماً إلى جميع شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي، ينص على حظر نقل أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكي على متن الطائرات. جاء في التعميم: "يمنع نقل أي جهاز بيجر أو Walkie Talkie على متن الطائرة، سواء في حقيبة اليد أو ضمن الأمتعة المشحونة"، محذرةً من أن هذه الأجهزة سيتم مصادرتها فورًا من قبل الأجهزة الأمنية في حال العثور عليها.
يرى محللون أن هذا الإجراء يشير إلى مخاوف حقيقية من استخدام هذه الأجهزة في هجمات إرهابية أو تفجيرات عن بعد، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي شهدتها البلاد، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص وأصابت المئات بجروح
تفاصيل الهجمات الأخيرة: تكتيك جديد في الصراع
شهد لبنان في اليومين الماضيين سلسلة من الهجمات الموجهة ضد أجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها حزب الله. هذه الأجهزة، التي تتضمن البيجر وأجهزة اللاسلكي، تم تفجيرها عن بُعد، ما أدى إلى سقوط 25 قتيلًا على الأقل وأكثر من 450 مصابًا. تأتي هذه الهجمات في سياق تصاعد التوترات بين "حزب الله" وإسرائيل، إذ يُعتقد أن الأخيرة قد تكون وراء هذه العمليات، باستخدام تقنيات متطورة لتنفيذ الهجمات عن بعد.
مصادر أمنية متعددة تشير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الموساد قد يكون الجهة المنفذة لهذه الهجمات، ما يعكس تحولًا خطيرًا في أساليب المواجهة بين الطرفين، ويعزز المخاوف من اندلاع حرب جديدة.
دور الجيش اللبناني: جهود لتفكيك التهديدات
في مواجهة هذه التحديات الأمنية، قام الجيش اللبناني بتفجير عدة أجهزة اتصال "مشبوهة" تم اكتشافها في مناطق مختلفة من البلاد. وأعلن الجيش في بيان عبر منصات التواصل الاجتماعي عن دعوته للمواطنين بالابتعاد عن أي جسم مشبوه أو أجهزة اتصال غير معروفة، والإبلاغ عنها فورًا، مما يعكس حجم التهديدات التي تواجه البلاد
تصاعد التوترات: هل يعود لبنان إلى حرب شاملة؟
تأتي هذه الهجمات في ظل فترة من الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها لبنان. الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وعدم الاستقرار السياسي يزيدان من هشاشة البلاد أمام أي تصعيد عسكري. مع تصاعد التوترات بين "حزب الله" وإسرائيل، يخشى مراقبون من أن الوضع قد يتدهور نحو صراع عسكري واسع النطاق، كما حدث في حرب 2006 التي استمرت لمدة 34 يومًا
ويرى محللون أن إسرائيل قد تتخذ من هذه الهجمات وسيلة لتقليص نفوذ "حزب الله" في لبنان، خاصة مع تزايد الاعتماد على تقنيات التفجير عن بعد لاستهداف البنية التحتية للجماعة المدعومة من إيران.
تتصاعد المخاوف من أن تتطور هذه الهجمات إلى تصعيد شامل قد يؤدي إلى حرب جديدة بين "حزب الله" وإسرائيل. في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، فإن أي تصعيد إضافي قد يعمّق من معاناة الشعب اللبناني ويزيد من تعقيد الوضع السياسي الداخلي. يظل السؤال الأبرز: إلى أي مدى سيستمر هذا الصراع قبل أن تتدخل قوى إقليمية ودولية لمحاولة احتواء التوتر؟