إسرائيل تتلاعب بالتكنولوجيا.. كيف زرعت المتفجرات في أجهزة حزب الله؟
ADVERTISEMENT
شهدت لبنان موجة جديدة من الانفجارات، الأربعاء، استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية كانت بحوزة مقاتلي حزب الله، مما أدى إلى إصابة عشرات الأفراد. تأتي هذه الهجمات بعد سلسلة انفجارات مماثلة وقعت يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 12 شخصًا وإصابة الآلاف إثر انفجار أجهزة "البيجر". الهجمات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، وتعكس مرحلة جديدة من الحرب الاستخباراتية.
تفاصيل الانفجارات الجديدة: استهداف أجهزة لاسلكية
بحسب مراسلة سكاي نيوز عربية في بيروت، فإن الانفجارات الأخيرة استهدفت أجهزة اتصالات لاسلكية محمولة، مختلفة عن أجهزة "البيجر" التي انفجرت يوم الثلاثاء. الانفجارات الجديدة وقعت في عدة مناطق، أبرزها جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث سُمعت أصوات الانفجارات في مناطق متفرقة. لم يتم تأكيد العدد النهائي للمصابين حتى الآن، إلا أن مصادر أمنية أكدت إصابة العشرات.
يُعتقد أن إسرائيل هي المسؤولة عن هذه الهجمات، حيث تشير تقارير إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) زرع مواد متفجرة داخل أجهزة الاتصالات قبل تسليمها إلى حزب الله. هذه المواد تم التحكم بها عن بُعد، ما أدى إلى انفجارات متزامنة في عدة مواقع.
خلفية الهجمات: من "البيجر" إلى الأجهزة اللاسلكية
الانفجارات التي وقعت يوم الأربعاء تأتي بعد يوم من تفجيرات أجهزة البيجر، التي أودت بحياة 12 شخصًا، بينهم عناصر بارزة من حزب الله. الانفجارات التي استهدفت البيجر كانت جزءًا من عملية استخباراتية معقدة، حيث تمكن الموساد من زرع متفجرات صغيرة في هذه الأجهزة قبل تسليمها إلى مقاتلي حزب الله. هذه الهجمات تسببت في صدمة كبيرة داخل التنظيم، حيث تم استهداف قيادات بارزة عبر تفجير الأجهزة التي كانوا يعتمدون عليها في عمليات الاتصال.
دور الموساد في الهجوم
وفقًا لمصادر استخباراتية، تم تنفيذ هذه الهجمات بعد اختراق أمني كبير. يُعتقد أن الموساد قام بزرع المتفجرات داخل أجهزة الاتصالات قبل أن تصل إلى لبنان. هذه العملية تشير إلى ثغرات خطيرة في النظام الأمني واللوجستي لإيران وحلفائها، وتثير تساؤلات حول قدرتهم على حماية المعدات التي يستخدمونها في دعم حلفائهم الإقليميين، مثل حزب الله.
يُقال أيضًا إن المتفجرات كانت دقيقة وصغيرة الحجم، حيث تم زرعها داخل بطاريات الليثيوم المستخدمة في هذه الأجهزة، مما يجعل من الصعب اكتشافها. هذا النوع من العمليات يُظهر مدى تطور الهجمات السيبرانية والاستخباراتية التي تعتمد عليها إسرائيل في حربها مع إيران وحزب الله.
تزايد التوترات بين إيران وإسرائيل
الهجمات الأخيرة تزيد من حدة التوترات الإقليمية بين إسرائيل وإيران، حيث يعتمد الطرفان على الحروب الاستخباراتية بدلًا من المواجهات العسكرية المباشرة. حزب الله، الذي يعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني، بات يواجه تحديات كبيرة في تأمين معداته العسكرية وتفادي مثل هذه الاختراقات.
الحكومة اللبنانية لم تصدر بعد بيانًا رسميًا حول هذه الانفجارات، إلا أن التحركات الميدانية تشير إلى تصعيد محتمل في الأيام القادمة. سيارات الإسعاف تحركت بسرعة إلى مواقع الانفجارات لنقل المصابين إلى المستشفيات، فيما تبقى التحقيقات جارية لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
تأثير الهجمات على حزب الله
الهجمات التي استهدفت أجهزة الاتصالات تمثل ضربة قوية لحزب الله. الأجهزة التي كانت تُستخدم للاتصال والتنسيق بين المقاتلين أصبحت الآن مصدرًا للخطر. الحزب كان يعتمد على هذه الأجهزة كجزء من بنيته التحتية العسكرية، لكن الهجمات الأخيرة كشفت ضعفًا كبيرًا في الأنظمة الأمنية.
استمرار الحرب الاستخباراتية وتصاعد التوترات
الهجمات الأخيرة في لبنان تُظهر أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله أصبحت تعتمد بشكل كبير على العمليات السيبرانية والاستخباراتية. تفجير أجهزة الاتصالات يعكس مرحلة جديدة من الصراع، حيث أصبحت التكنولوجيا سلاحًا فعالًا في استهداف الخصوم دون الحاجة إلى المواجهات العسكرية المباشرة.