عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الهواتف الذكية في دائرة الخطر.. هل يمكن أن تتعرض لنفس مصير أجهزة البيجر؟

بعد الهجمات التي شهدها لبنان وتفجير أجهزة البيجر التي استخدمها حزب الله، تبرز تساؤلات حول مدى أمان الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وخاصة الهواتف الذكية، أمام مثل هذه الهجمات السيبرانية. الهواتف المحمولة، التي تعتمد بشكل كبير على بطاريات الليثيوم الكبيرة، قد تكون عرضة للهجمات المشابهة، حيث يمكن لهذه البطاريات أن تنفجر إذا تعرضت لموجات سيبرانية قوية تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارتها بشكل مفرط.

كيف يمكن استهداف الهواتف الذكية؟

الهواتف الذكية، التي نستخدمها يوميًا، تحتوي على بطاريات ليثيوم أيون، وهي بطاريات فعالة لكنها شديدة الحساسية. إذا تعرضت هذه البطاريات إلى هجمات سيبرانية تستغل الثغرات في أنظمة التشغيل أو استهدفت بموجات إشعاعية عالية التردد، فقد يؤدي ذلك إلى رفع درجة حرارة البطارية بشكل غير طبيعي، مما قد يتسبب في انفجارها.
 

تشير الحوادث الأخيرة إلى احتمالية استخدام نفس الأسلوب الذي تم استخدامه في لبنان لتفجير أجهزة البيجر. يمكن أن يتم ذلك عبر تقنيات التلغيم المسبق، حيث يتم زرع شرائح صغيرة أو برامج ضارة في الأجهزة أو البطاريات، ما يسمح بالتحكم عن بعد في الأجهزة وتفجيرها.

هل الهواتف الذكية أكثر خطورة؟

ما يميز الهواتف الذكية عن الأجهزة التقليدية مثل البيجر هو تعقيدها التقني، وحجم بطارياتها الأكبر، وقدرتها على الاتصال بالشبكات العالمية. هذا التعقيد يجعلها عرضة لاختراقات سيبرانية أكثر تعقيدًا. على سبيل المثال، يمكن لموجات راديوية مشفرة أو بيانات ضخمة غير مشفرة أن ترفع درجة حرارة الهاتف، مما يجعل بطارية الليثيوم غير قادرة على تحمل الضغط وتنفجر.

كيف استغلت إسرائيل أجهزة البيجر؟

ما حدث في لبنان يمثل أكبر اختراق أمني لحزب الله، حيث تم تفجير أجهزة البيجر التي اشتراها الحزب قبل أشهر. تشير التقارير إلى أن أجهزة البيجر تم استيرادها عبر وسطاء، وربما تم تلغيمها في إيران أو عبر عمليات الموساد الإسرائيلي. المتفجرات الصغيرة التي تم زرعها في البطاريات، والتي يمكن التحكم بها عن بُعد، تسببت في انفجارات مدمرة أودت بحياة العديد من المقاتلين وأصابت الآلاف.

أجهزة البيجر

هل الهواتف الذكية مهددة بنفس الطريقة؟

يُعد استهداف الهواتف الذكية أكثر تعقيدًا، لكن في ظل التطور التكنولوجي الهائل، أصبح من الممكن تنفيذ هجمات سيبرانية مشابهة لتلك التي حدثت في لبنان. إذا تم تزويد الأجهزة ببرمجيات خبيثة أو شفرات تتبع مشفرة، فإن الهواتف الذكية قد تتحول إلى قنابل موقوتة، وخاصة إذا كانت بطارياتها الكبيرة تحت ضغط سيبراني يؤدي إلى تسخينها وانفجارها.

التوترات الإقليمية والهجمات السيبرانية

العملية الأخيرة التي نفذها الموساد كشفت مدى تعقيد الحروب الاستخباراتية بين إسرائيل وإيران. التفجيرات التي استهدفت أجهزة البيجر تعكس اختراقًا لوجستيًا كبيرًا في النظام الأمني الإيراني، وتثير التساؤلات حول مدى قدرة إيران على حماية حلفائها من مثل هذه الهجمات. وبالنظر إلى أن الأجهزة الإلكترونية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحرب الحديثة، فإن الهجمات السيبرانية ستستمر في تشكيل تهديد على جميع الأجهزة المتصلة بالشبكات.

ضرورة الحذر من الهواتف الذكية

في ظل هذه التطورات، يصبح من الضروري الحذر عند استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى، سواء في ساحات المعركة أو في الحياة اليومية. الجهات التي تعتمد على هذه الأجهزة يجب أن تتأكد من أن أنظمتها مشفرة بشكل قوي، وأنها محمية ضد الهجمات السيبرانية المتطورة التي قد تستهدف البطاريات أو الأنظمة الداخلية.

تابع موقع تحيا مصر علي