لن يحدث قريبًا.. تعقيدات تعطل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
ADVERTISEMENT
تتزايد الشكوك لدى مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. ومع تصاعد التوترات، يبدو أن الجهود الدبلوماسية تواجه عراقيل كبيرة تجعل الوصول إلى حل قريب غير مرجح.
تعقيدات سياسية وأمنية تعيق المفاوضات
مع مرور الوقت، تزداد التحديات التي تواجه المفاوضات بين إسرائيل وحماس، حيث يشير مسؤولون إسرائيليون إلى أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لن يكون متاحًا في المستقبل القريب. وفقًا لما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، أبلغ أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلي عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس أن "الاتفاق غير مرجح حاليًا"، مؤكدًا أن "الطريقة الوحيدة للمضي قدمًا هي إنهاء الحرب".
هذه التعقيدات تأتي في ظل تعنت كلا الطرفين في مواقفه، حيث تتمسك إسرائيل باستمرار هجماتها لتحقيق أهدافها العسكرية قبل أي اتفاق، بينما تدعو حماس إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة كشرط أساسي لوقف القتال. وتدفع هذه المواقف المتشددة الجهود الدبلوماسية نحو طريق مسدود، حيث لا تظهر مؤشرات على تحقيق أي تقدم في المرحلة الحالية.
الموقف الأمريكي: استياء وإعادة تقييم
في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة التوسط بين الطرفين، بدأت إدارة الرئيس جو بايدن تعيد تقييم استراتيجيتها في التعامل مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي. ووفقًا لما نقلته مصادر أمريكية، فإن البيت الأبيض يشعر بالإحباط من التقدم البطيء في المفاوضات، ويبدو أن تقديم اقتراح جديد لوقف إطلاق النار لن يحدث قريبًا.
بينما أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في تصريحات سابقة أن 90% من النقاط المتعلقة بوقف إطلاق النار قد تم الاتفاق عليها، إلا أن القضايا المتبقية تبدو أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا. مسؤولون أمريكيون آخرون أكدوا أن مستشاري بايدن بدأوا في مناقشة جدوى التفاوض في ظل التصلب الكبير في مواقف الطرفين، حيث أصبح التوصل إلى اتفاق شبه مستحيل في ظل الظروف الراهنة.
تصاعد الضغوط على حكومة نتنياهو
في الداخل الإسرائيلي، تواجه حكومة بنيامين نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الرأي العام وعائلات الرهائن الذين يطالبون بإنهاء الحرب والاتفاق على وقف إطلاق النار. المظاهرات التي شهدتها تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى حملت رسائل واضحة تطالب الحكومة بتقديم تنازلات لضمان سلامة الرهائن ووقف نزيف الدم في غزة.
رغم هذه الضغوط، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بموقفها الرافض لأي اتفاق قبل تحقيق الأهداف العسكرية، وهو ما يجعل من الصعب التوصل إلى حل سريع. ويتوقع المحللون أن تستمر هذه الضغوط على نتنياهو في الأسابيع المقبلة مع ارتفاع أعداد الضحايا وتصاعد الدعوات الداخلية والخارجية لوقف إطلاق النار.
الوضع الميداني: استمرارية العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية
فيما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد غزة، تزداد حدة الأزمة الإنسانية في القطاع. تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن أعداد القتلى في غزة تجاوزت 40,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال. كما أدت الهجمات المستمرة إلى تدمير البنية التحتية الأساسية، ما دفع المنظمات الدولية إلى تحذير من كارثة إنسانية وشيكة.
من جهتها، تواصل حماس إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، مؤكدة أن وقف القتال لن يحدث دون تلبية مطالبها. هذا التصعيد المتبادل يعكس غياب الأفق لأي اتفاق سلام قريب، مما يزيد من تعقيد المشهد في المنطقة.