قصف إسرائيلي على مدرسة للنازحين في غزة يسفر عن مقتل 11 فلسطينيًا
ADVERTISEMENT
استهدف قصف إسرائيلي ، مساء الأحد، مدرسة "صفد" الواقعة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد 11 فلسطينيًا على الأقل، وفقًا لما أعلنه الدفاع المدني في القطاع. هذه المدرسة، التي كانت تؤوي مئات النازحين الفارين من القصف، تحولت في لحظات إلى ساحة موت، حيث انهارت أجزاء كبيرة منها على رؤوس من كانوا يبحثون فيها عن ملاذ آمن.
"الأطفال والنساء تحت الأنقاض: قصف مدمر وساعات من الرعب"
بحسب بيان الدفاع المدني، تمكنت الفرق الطبية من انتشال جثامين 11 شهيدًا من تحت الركام، فيما تواصلت جهود البحث عن مفقودين يُعتقد أنهم لا يزالون عالقين تحت الأنقاض. وتأتي هذه المأساة في وقت حساس تشهد فيه غزة تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على مختلف المناطق، مستهدفة في كثير من الأحيان مواقع مدنية بحجة وجود عناصر مسلحة فيها.
المصابون الذين تم انتشالهم من موقع القصف نُقلوا على وجه السرعة إلى المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة، حيث تعاني الفرق الطبية من ضغط هائل في ظل نقص الإمكانيات وتزايد عدد الإصابات الخطيرة. في غضون ذلك، لا تزال عائلات الضحايا والمصابين تعيش حالة من الصدمة والذهول، فيما ينتظر آخرون بفارغ الصبر أي أنباء عن ذويهم الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
"تبريرات إسرائيلية واستنكار فلسطيني: تصعيد جديد في ظل التوتر المتزايد"
من جانبه، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا يبرر فيه هذا القصف، مدعيًا أن المدرسة كانت تستخدم كمركز للقيادة والسيطرة من قبل عناصر حركة حماس لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية. هذا الادعاء أثار موجة من الغضب والاستنكار في الأوساط الفلسطينية والدولية، حيث يُنظر إليه كذريعة لتبرير استهداف البنية التحتية المدنية ومواقع إيواء النازحين في غزة.
وفي الوقت الذي يتواصل فيه القصف الإسرائيلي على القطاع، تشهد الضفة الغربية أيضًا تصعيدًا أمنيًا خطيرًا منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي. ووفقًا لتقارير حقوقية، فقد أسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس الشرقية عن مقتل أكثر من 600 فلسطيني واعتقال نحو 9000 آخرين، مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة ويعقد الجهود الدولية لتهدئة الأوضاع.
"الوضع الإنساني في غزة: كارثة مستمرة ومأساة إنسانية"
الوضع في غزة يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، مع تصاعد القصف الإسرائيلي وتدهور الأوضاع الإنسانية. المدارس التي كانت ملاذًا للأطفال والعائلات الهاربة من القصف أصبحت اليوم هدفًا للهجمات، مما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها سكان القطاع. ومع استمرار القتال، تبدو آفاق السلام والتهدئة بعيدة المنال، حيث يعاني المدنيون من ويلات الحرب في غياب حلول دولية فعالة.
المأساة التي شهدتها مدرسة "صفد" اليوم ليست سوى جزء من صورة أكبر وأكثر قتامة للأوضاع في غزة، حيث يعاني السكان من نقص في المواد الأساسية، وأزمات طبية، وخطر مستمر يهدد حياتهم في كل لحظة. ومع تزايد عدد الضحايا والمصابين، تبقى غزة محاصرة في دائرة العنف والدمار، وسط دعوات دولية متزايدة لوقف التصعيد وإيجاد حلول إنسانية عاجلة.