عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

وفاة رئيس الوزراء سليم الحص.. رحيل رجل الدولة الذي واجه أزمات لبنان

 رئيس الوزراء الأسبق
رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص

فقد لبنان اليوم إحدى أبرز شخصياته السياسية مع وفاة رئيس الوزراء الأسبق سليم الحص، عن عمر ناهز 95 عامًا. الحص، الذي وُصف بأنه "ضمير لبنان"، كان شخصية محورية في تاريخ البلاد الحديث، ولعب دورًا بارزًا في إدارة الدولة خلال فترات حاسمة. بخلفيته الأكاديمية القوية، واستقامته الشخصية، وحسه الوطني، ظل الحص رمزًا للنزاهة والشفافية في السياسة اللبنانية، وهو إرث سيظل محفورًا في ذاكرة اللبنانيين.

مسيرة مهنية حافلة بالإنجازات

وُلد سليم الحص في عام 1929 في بيروت، ونشأ في بيئة تُعلي من قيمة العلم والتعليم. حصل على شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت، قبل أن يُكمل دراساته العليا ويحصل على الدكتوراه من جامعة أنديانا في الولايات المتحدة. عاد الحص إلى لبنان ليبدأ مسيرته المهنية كاقتصادي بارز قبل أن يتجه إلى العمل السياسي.
 

وفاة رئيس الوزراء سليم الحص

قيادة في أوقات الأزمات

تولى الحص رئاسة الوزراء خمس مرات خلال مسيرته السياسية، وكان له دور محوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية وبعدها. قاد الحكومة اللبنانية في أكثر الأوقات حرجًا، بما في ذلك فترة نهاية عهد الرئيس أمين الجميل، حيث رفض تسليم السلطة للحكومة العسكرية برئاسة ميشال عون، مما أدى إلى وجود حكومتين متوازيتين في لبنان.

كان للحص دور محوري في اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1989، وساهم بشكل كبير في إعادة بناء لبنان. كانت رؤيته دائمًا تهدف إلى الحفاظ على وحدة البلاد وتقديم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.
 

موقفه من السياسات الاقتصادية

رغم دوره في إعادة إعمار لبنان، كان الحص ناقدًا قويًا للسياسات الاقتصادية التي انتهجها رفيق الحريري بعد اتفاق الطائف. اعتبر الحص أن هذه السياسات تفاقم الفجوة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. بعد اغتيال الحريري، سعى الحص إلى لعب دور توافقي في السياسة اللبنانية، لكن تجاذبات القوى السياسية حالت دون تحقيق أهدافه بشكل كامل.

إرث الحص: ضمير لبنان الذي لا يُنسى

نعت الحكومة اللبنانية الحالية سليم الحص، واصفةً إياه بـ"ضمير لبنان" الذي سيظل حيًا في وجدان الأمة. أشاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالحكمة والرصانة التي تميز بها الحص، مؤكدًا أن لبنان يفقد اليوم رجل دولة من الطراز الرفيع، وضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.

تابع موقع تحيا مصر علي