عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

توترات في كربلاء: مواجهة مسلحة بين الجيش والحشد الشعبي

عناصر من الحشد الشعبي
عناصر من الحشد الشعبي في تلعفر بالعراق © أ ف ب

في تصعيد مفاجئ للتوترات بين القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي، شهدت مدينة كربلاء اشتباكًا مسلحًا بين الجيش العراقي وعناصر من "الحشد الشعبي". هذا الاشتباك الذي وقع بالقرب من حاجز تفتيش عسكري أثار قلقًا واسعًا حول مستقبل العلاقة بين الطرفين، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات حول قدرة الحكومة على فرض سيطرتها الأمنية في ظل هذه الخلافات المتكررة.

تفاصيل الاشتباك المسلح:

اندلع الاشتباك المسلح يوم الخميس عندما حاولت أربع مركبات تابعة لـ"الحشد الشعبي" تجاوز حاجز تفتيش للجيش العراقي في كربلاء. بحسب مصادر أمنية، منع الجنود المركبات من المرور عبر طريق مخصص للمشاة ومغلق أمام حركة السيارات. هذا المنع أدى إلى تصاعد الموقف، حيث أطلق الطرفان النار في الهواء، مما أثار حالة من الذعر بين المتواجدين في المنطقة. وبحسب مسؤول في وزارة الداخلية، لم يسفر الحادث عن إصابات، لكن ستة من عناصر "الحشد الشعبي" تم اعتقالهم على خلفية الحادثة.

التوترات المستمرة بين الجيش و"الحشد الشعبي":

رغم دمج "الحشد الشعبي" ضمن القوات الأمنية العراقية، إلا أن الاشتباكات والتوترات بينه وبين الجيش العراقي لم تتوقف. هذه الحادثة في كربلاء هي أحدث حلقات التوترات المستمرة، والتي سبق أن تكررت في مناطق مختلفة من العراق، بما في ذلك العاصمة بغداد. تعكس هذه المواجهات التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة في توحيد القوى الأمنية وفرض سلطة الدولة على جميع الفصائل المسلحة.
 

ردود الفعل ومقاطع الفيديو المنتشرة:

أثارت مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي توثق لحظات الاشتباك وأصوات إطلاق النار، حالة من القلق بين السكان. هذه المشاهد دفعت بالعديد إلى التساؤل حول مدى قدرة الأجهزة الأمنية على التحكم في الأوضاع ومنع تصاعد التوترات إلى مستويات خطيرة تهدد الأمن في كربلاء.
 

خلفيات الصراع وتداعياته:

يأتي هذا الاشتباك في سياق أوسع من التوترات بين "الحشد الشعبي" والقوات الأمنية العراقية. وعلى 

الرغم من الجهود الحكومية لدمج "الحشد" ضمن المنظومة الأمنية الرسمية، إلا أن الولاءات المتباينة والأجندات المختلفة لا تزال تشكل عقبة أمام تحقيق استقرار كامل. مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المشهد الأمني، خاصة في ظل الوضع السياسي الهش الذي تعيشه البلاد.

الاشتباك الأخير في كربلاء بين الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" يلقي بظلاله على المشهد الأمني في العراق. مع تزايد التوترات واستمرار المناوشات بين القوى الأمنية المختلفة، يبقى السؤال حول قدرة الحكومة العراقية على إحكام السيطرة ومنع تفاقم الأوضاع الأمنية. في هذا السياق، تبقى المخاوف قائمة من أن تتحول هذه التوترات إلى مواجهات أوسع نطاقًا تهدد استقرار البلاد.

تابع موقع تحيا مصر علي