عاجل
الأربعاء 30 أكتوبر 2024 الموافق 27 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

خاص|من الكونجرس إلى مجدل شمس واغتيال هنية.. ما رسائل أمريكا وإسرائيل من اغتيال هنية؟

رئيس المكتب السياسي
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

- لا يمكن لإسرائيل أن تفتعل الحرب في المنطقة دون الحصول على الضوء الأخضر الأمريكي 

- بايدن يريد إشعال التوترات في المنطقة لإرباك السياسة الترامبية

- نتنياهو يستفز إيران لجرها إلى مواجهة مباشرة مع أمريكا

- السياسات الأمريكية المتهورة تجر الشرق الأوسط إلى حرب لا يعرف أحد متى تنتهي 

 

أثار اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تخوفات بشأن احتمال توسيع رقعة الصراع في المنطقة، وسط تحذيرات دولية وإقليمية ومطالبات بضبط النفس من كافة الأطراف لخفض التصعيد. 

إسرائيل أكدت منذ اندلاع الحرب في غزة أنها لن توقف حملتها العسكرية في قطاع غزة، حتى تحقيق أهدافها المتمثلة في إعادة الرهائن والقضاء على حركة حماس واقتلاعها من غزة، ومع استمرار عملياتها الوحشية ومواصلة استهداف أعضاء من حركة حماس، وكان آخرها استهداف إسماعيل هنية في عمق طهران، ففي مقابل ذلك ومنذ بداية الحرب واصلت تهديداتها لزعيم حركة حماس يحي السنوار المتواجد في قطاع غزة ووصفت بأنه العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر وتوعدت بالقضاء عليه! ما يجعلنا نتسأل كيف استطاعت تنفيذ عملية اغتيال والوصول إلى شخصية مثل إسماعيل هنية في عمق الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولم تستطع الوصول إلى السنوار؟! 

مباركة أميركية لإشعال المنطقة

وتعقيباً على تطورات الأحداث بعد اغتيال هنية والسيناريوهات المتوقعة قال مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية د. رضوان قاسم في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" اغتيال إسماعيل هنية في طهران تعد رسالة واضحة من إسرائيل أو بالأخص من أمريكا.. نحن رأينا عودة نتنياهو من أمريكا وخطابه في الكونجرس كان عالي النبرة وهناك تهديد كما واضح في خطابه وكان هناك دعم مطلق بالنسبة لنتنياهو وأيضا بالنسبة المرشحين كامالا هاريس ومنافسها ترامب الذي يفدم دعم مطلق لنتنياهو.. ولايمكن لإسرائيل أن تفتعل الحرب في المنطقة دون الضوء الأخضر الأمريكي وكان طوال الوقت لا تعطي واشنطن الضوء الأخضر لكن بما أن نتنياهو خرج  من السباق الانتخابات تحت الضغوط التى كان يتعرض له اضطر ترك الساحة الانتخابية وترك نائبته تقود السباق إلا أن كل استطلاعات الرأي  تؤكد أن كامالا هاريس غير قادرة على المواجهة وفوز ترامب".

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

تصفية حسابات السياسية بإشعال فتيل الحرب بالشرق الأوسط

وأضاف أن:" الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما سبق وأن صرح أن هاريس غير قادرة على فوز ترامب.. وفي هذه الحالة أراد بايدن إخفاق عهد ترامب قبل أن يصل إلى البيت الأبيض.. فلا بد من إشعال حرب في المنطقة وتكون طويلة تربك السياسة الترامبية أو مشروع ترامب الاقتصادي الذي دعا فيه حملته الانتخابية وطالب أن يعيد الجيوش الأمريكية إلى الداخل الأمريكي ولا يريد  حربا في عهده.. ويريد تقوية الاقتصاد الأمريكي مما جعل بايدن اللجوء إلى التصعيد العسكري ومنها أعطى الضوء الأخضر لنتنياهو  لتوسيع المعركة بعد عودته من الولايات المتحدة". 

وأوضح المتخصص في الشأن الدولي قائلاً:" رأينا ما حدث في مجدل شمس بجولان المحتل  وفي سوريا وهذا يؤكد أن العمل مفتعل خاصة انه حدث بعد عودة نتنياهو من الولايات المتحدة مباشرة وفي منطقة هامة جداً سواء لسوريا أو محور المقاومة  والتى تعد عائق أمام نتنتياهو لأن هذه المنطقة عروبية مازال عمقها  في الداخل السوري وملتزمة  بعروبتها وهويتها السورية ولا تذهب إلى الخدمة عسكرية وهي منطقة ليست عسكرية.. فالمستفيد الأكبر من هذه العملية هو نتنياهو واستفاد من ذلك وبدأ في تنفيذ مخططه وتوسيع هذه الحرب". 

وأشار إلى أن:" نتنياهو لا يستطيع أن يقوم حرب بمفرده إلا إذا حصل على الضوء الاخضر والتعهد الأمريكي بمشاركة في هذه الحرب  وهذا ما جعله يصعد بهذه الطريقة وفتح عدة جبهات في ذاته الوقت سواء باغتيال فؤاد شكر وهو قائد عسكري بارز في الضاحية الجنوبية بيروت ثم في سوريا والعراق من قبل الولايات المتحدة واغتيال أحد القيادات العراقية  وصول إلى اسماعيل هنية".

رسائل مشفرة من أمريكا وإسرائيل باغتيال هنية

وتعقيباً عن أهداف اغتيال هنية قال د.قاسم في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر أن:" اغتيال إسماعيل هنية في طهران له بعدين.. بعد سياسي وآخر أمني  البعد السياسي يعنى اغتيال هنية رئيس حركة حماس وله بعد اقليمي ودولي واسلامي.. أما البعد الأمنى وهو اخترق الأمن الإيراني إلى أبعد الحدود  حيث هنية كان يعيش في أحد المباني التى تعتبر رمزية بالنسبة لإيران إلى جانب انه استهدفت ضيف في إيران ما يمثل ضربة مزدوجة  ضربة لحماس وضربة لإيران في الوقت التى يتم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.. بحيث يتخذ  الرئيس الجديد قرار الحرب والذي يتم من خلال مجلس الحرب وصول إلى المرشد الأعلى على خامنئي أن يحدد مسار الحرب إذا كان يردون.. وهذا ما يعني أن نتنياهو يستفز الجمهورية الإسلامية وهذا ما كان يتمناها لجعل المواجعة مباشرة مع أمريكا". 

وقال د. قاسم أن:" هناك عمي سياسي في البيت الأبيض لأن السياسة ضبابية إلى أبعد الحدود بين رئيس ذاهب إلى منزله بعد انتهاء ولايته بعد خروج من السباق الرئاسي ونائبة رئيس  غير قادرة للوصل الى البيت الأبيض ومنافس شديد ترامب .. فيريد بايدن من هذا الضباب السياسي المتواجد في الولايات المتحدة افتعال حروب.. فهناك نية أن تكون الحرب أبعد من الشرق الأوسط خاصة بعد قرار بايدن بنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في الدول الأوربية وتحديد رومانيا في وجه روسيا".

الطريق إلى الحرب العالمية الثالثة

واختتم مؤسس مركز بروجن للدراسات الاستراتيجية في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر  قائلاً:" نحن أمام سيناريو خطير نحو التصعيد وهذا يؤدي إلى التدخل الروسي لأنها لن تسمح بهزيمة حلفائها فهناك اتفاقية وقعت بين روسيا وإيران لمدة 25 عاما في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية.. فروسيا مجبرة أن تكون إلى جانب إيران .. فهزيمة طهران سيكون خطر على الأمن القومي الروسي وبالتالي لن تسمح بأن تهدد إيران في عمقها لأنه سيؤثر عليه وستطوق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها خاصة أن الوضع في ارمينيا متوتر مع روسيا وبالتالى الوضع يذهب ابعد من الشرق الأوسط وتصبح غزة والاغتيالات في حد ذاتها تفاصيل صغيرة فيما لو اشتعلت حرب إقليمية وأصبحنا أمام مواجهة كبرى..وسيدخل روسيا والناتو على الخط وسنكون أمام حرب عالمية ثالثة"، مشيراً إلى أن:" السياسات الأمريكية المتهورة تجر الشرق الأوسط إلى حرب يمكن أن تبدأ لكن لا يعرف أحد متى تنتهي وربما أن تذهب أبعد من ذلك وحرب عالمية ثالثة وهو ما لا نتمناه  وستكون نهاية العالم ".

تابع موقع تحيا مصر علي