قيادات حزبية وبرلمانية تحذر من اجتياح رفح الفلسطينية.. ويؤكدون: جهود مصر لإحلال السلام لا تتوقف.. ويطالبون المجتمع الدولي بالتحرك لمنع كارثة إنسانية جديدة في رفح
ADVERTISEMENT
أكد عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ وقيادات الأحزاب، أن الجهود المصرية المبذولة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واثناء دولة الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ عملية عسكرية شاملة في رفح الفلسطينية، رغم إعلان مجلس الحرب الإسرائيلي علي القيام بعملية عسكرية داخل المدينة الصغيرة التي تقع بمحاذاة الحدود المصرية، ويعتبرها الفلسطينيون الملاذ الأخير لهم، حيث تأوي المدينة التي يبلغ مساحتها بالكاد 60 كم مربع ما يقرب من مليون ونصف المليون فلسطيني، الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية حال القيام بأي عملية عسكرية فيها.
وقالوا إنه رغم التحذيرات الدولية من اي عمليات عسكرية في رفح إلا أن إسرائيل لديها رغبة في مواصلة حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني مبررة ذلك بأنه ضرورة من أجل القضاء علي حركة حماس واستعادة المحتجزين الإسرائيليين لدي الحركة وباقي الفصائل الفلسطينية، مشيرين إلي أن إعلان حماس الموافقة علي المقترح المصري لوقف إطلاق النار وإتمام صفقة لتبادل الأسري والرهائن سيخلق ضغط شعبي علي حكومة نتنياهو، من جانب أهالي المحتجزين الذين يخشون خسارة ذويهم في حال القيام بأي عملية عسكرية.
النائب حسن عمار: استمرار العمليات العسكرية في رفح ينذر بنزيف جديد من الدم الفلسطيني
بداية، أكد النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب، أن تقويض اتفاق وقف إطلاق النار باستمرار العمليات العسكرية في منطقة رفح الفلسطينية ينذر بنزيف جديد من الدم الفلسطيني في ظل إيوائها لملايين النازحين الفلسطينيين، الذين فروا من القنابل والصواريخ التي تسقطها الطائرات الإسرائيلية عليهم في قطاع غزة منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر الماضي ووجود نحو 600 ألف طفل في رفح، مشيرا إلى أن ذلك يمثل تحدي صارخ لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولكل معاني الرحمة والإنسانية.
وأوضح «عمار» في بيان له رصده تحيا مصر، أن القيادة السياسية المصرية حذرت مرارا وتكرار من التداعيات الكارثية حال الهجوم على رفح فيما يخص الوضع الإنساني في القطاع، وكذا على السلم والأمن الإقليميين، ولا تتوقف نداءاتها في دعوة كل الأطراف لبذل المزيد من الجهد من أجل الوصول إلى اتفاق يؤدي إلى إنهاء المأساة الانسانية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني وإتمام استبدال الرهائن والسجناء، لا سيما في ظل الجهود الدؤوبة للوساطة من أجل الموافقة على المقترح المصري لوقف إطلاق النار فى القطاع مع الجانب الإسرائيلى، والحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن وقف آلة الحرب المدمرة على الشعب الفلسطيني أصبح ضرورة حتمية تفرض على المجتمع الدولي وضع حد لتلك المجازر وتصاعد سلوك العدائي العدائي الذي يدفع الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية، معتبرا أن الجميع عليه بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وقال «عمار»، إنه بسيطرة جيش الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، نكون أمام كارثة إنسانية تقع أمام العالم أجمع وتضرب بكل القيم والأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط، مشددا أن مصر لن تتوانى عن استمرار دورها الهام والتاريخي الداعم لأبناء الشعب الفلسطيني بالدفع نحو التوصل لاتفاق تهدئة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، والذي رغم عدم توافر الإرادة السياسية اللازمة من كلا الطرفين لتقديم تنازلات لإنجاح الصفقة إلا أن القاهرة تتمسك باستمرار مساعيها لإحلال السلام.
حماة الوطن: سيطرة الاحتلال على رفح يزيد معاناة سكان القطاع وخرق للقرارات الدولية
وفي سياق متصل، أكد الدكتور محمد الزهار، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، أن سيطرة الاحتلال على مدينة رفح الفلسطينية يمثل خرقا فاضحا للقرارات الدولية التي تدين الاحتلال وتطالب بانسحابه، كما يفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة ويزيد معاناة سكان القطاع،لافتا إلى أن إعلان حركة حماس موافقتها على المقترح المصرى بوقف إطلاق النار، الذى تسلمته مؤخرا يعد ثمرة نجاح الجهود المصرية لوقف إطلاق في القطاع وأصبحت الكرة الآن في ملعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، موضحا أن موقف حماس يعد ترجمة حقيقية للجهود المصرية بالتعاون مع شركائها تجاه الحفاظ على القضية الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على الأشقاء الفلسطينيين.
وأضاف «الزهار»، أن قرار حماس بالموافقة على المقترح المصري الذي قدمه الوفد المصري المفاوضات بين حماس وإسرائيل أحدثت حالة من الفرحة لدى الفلسطينيين، وأدخلهم فى مظاهرات عارمة تبتهج بالموافقة على وقف إطلاق النار وترحب به، نتيجة جهود مكثفة للدولة المصرية ونتيجة الخبرة التي تتمتع بها مصر لأكثر من نصف قرن فى مسارين الحرب والسلم، ولخبرتها فى المفاوضات مع المراوغات والألاعيب الإسرائيلية.
وحذر أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، من أي محاولات إسرائيلية قد تهدد مسار المفاوضات التى تتخذها مصر بشأن وقف إطلاق النار وإقرار هدنة فى قطاع غزة، مؤكدا ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الجهود المصرية بما يضمن الحفاظ على الأرواح الفلسطينية، خاصة أن مصر لن تتراجع عن موقفها إزاء القضية الفلسطينية والرافض لفرض مخطط تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأوضح «الزهار»، أن مصر ظلت تقدم المقترحات من أجل إنهاء الحرب وظلت ترعى تلك المفاوضات رعاية كاملة للوصول لهدنة، كما أن المقترح المصري كان متكاملا بالهدنة والإفراج عن الرهائن والإفراج عن الأسرى وإعادة النازحين، وراعت القاهرة مفاوضات كبيرة للوصول لتهدئة الأوضاع، وحقن دماء الفلسطينيين وكانت هى العنصر الحاسم فى ذلك حتى توصلت إلى الهدنة بين إسرائيل وحماس أكثر من مرة، مشيرا إلى أي أي تعنت إسرائيلي ورفض للمقترح سيعرضها للمزيد من العزلة والإدانة الدولية، خاصة بعد الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها قوات الاحتلال.
النائب جمال أبوالفتوح: الفشل الدولي في إنهاء مجازر الاحتلال الإسرائيلي وصمة عار لن تمحى
ومن جانبه، استنكر الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، استمرار التصعيد الراهن في شن قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية برفح الفلسطينية، وذلك لما تنطوي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة، وتعد امتداد لممارسات إسرائيل الوحشية والتي ترقى إلى جرائم حرب وتمثل انتهاك صريح لأبسط قواعد حقوق الإنسان، كما أنها تفاقم بشكل نوعى المأساة الإنسانية للشعب الفلسطينى منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضى بل يفوق المجازر الإسرائيلية منذ عام 1948 وحتى الآن.
وحذر «أبوالفتوح»، من استدامة الفشل الدولي في منع تلك المجازر سيكون وصمة عار لن تمحى في جبين الإنسانية، لاسيما وأن غزو رفح يشكل خطرًا على المنطقة بأكملها، كما أن الاتفاقيات الأممية تحظر على قوة الاحتلال نقل سكان الأراضي المحتلة قسرًا أو إجبارهم على النزوح، وهو ما ينتهكه الجيش الإسرائيلي في حملته على رفح واستباحته لدم الشعب الفلسطيني دون رحمة، في ظل ما تشكله رفح من ملاذ آمن داخل قطاع غزة، موضحا أن جهود مصر المضنية لا تنتهي على مستوى كافة مسارات وتواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل التوصل لاتفاق دائم يحافظ على القضية الفلسطينية وينهي ذلك الصراع المحتدم لحماية أرواح المدنيين الأبرياء.
وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن مصر حكومة وشعباً ستظل في صدارة الدفاع عن القضية الفلسطينية ولن يهدأ لها بال حتى حقن دماء الشعب الشقيق بالاصطفاف على قلب رجل واحد من أجل تقديم كافة أشكال المساعدة والحشد لإنهاء التصعيد الحالي والسعي بقوة نحو السلام كخيار استراتيجي لا حياد أو تراجع عنه، لافتا إلى أن التاريخ لن ينسى جهود الرئيس عبدالفتاح السيسي التي لا تتوقف من أجل إرساء صوت السلام واستعادة الاستقرار الإقليمي بالمنطقة بمبادراته لوقف إطلاق النار والعمل على تشكيل جبهة إقليمية ودولية للتصدي لأي تحركات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة مع التحركات الراهنة للموافقة على المقترح المصري بين أطراف الأزمة.
وأوضح «أبوالفتوح»، أنه لابد من التدخل عاجل من المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والدولية وتلبية النداءات المصرية من أجل نزع فتيل الأزمة وتجنب توسيع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، مشددا أن منطقة مواصي خان يونس التي طالب الاحتلال الإسرائيلي النازحين باللجوء إليها محصورة على الشريط الساحلي غرب خان يونس وهي منطقة زراعية وصغيرة جدا، ولا تتوفر بها أي مقومات للحياة، مما سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها النازحين في غزة.