حرب غزة تضرب قطاع التكنولوجيا فى تل أبيب.. والمستثمرين الملائكين يهجرون الاقتصاد الإسرائيلي

تعد شركات التكنولوجيا الإسرائيلية واحدة من أكثر قطاعات اقتصاد الدولة العبرية تضرراً من عملية طوفان الأقصى التى ضربت إسرائيل فى السابع من أكتوبر، ولاتزال شركات التكنولوجيا حتى الآن تدفع فاتورة حرب غزة. 

حرب غزة تضرب قطاع التكنولوجيا فى إسرائيل

وخلال نحو 30 عاماً عززت إسرائيل مكانتها وقدمت نفسها كـ"عاصمة عالمية للشركات الناشئة"، خاصةً في القطاع التكنولوجي، لكن بعد هجوم السابع من أكتوبر تغير الوضع وذلك بحسب مؤشر "المستثمرين الملائكيين".

إذ أدت حرب غزة إلى إجبار شركة UBQ Materials على إغلاق مصنعها، الذي يقع على بعد 20 ميلاً من حدود غزة 

وتستخدم هذه الشركة التكنولوجيا التي تحول القمامة المنزلية إلى بديل بلاستيكي يستخدَم في صنع الطاولات والكراسي وصواني ماكدونالدز وقطع غيار السيارات لشركة مرسيدس بنز الألمانية. وتمكنت الشركة من البدء بالعمل في غضون ثلاثة أسابيع، لكن العديد من الشركات الأخرى تواجه مشكلات مستمرة في العمليات والتمويل.

المستثمرين الملائكين يهجرون الاقتصاد الإسرائيلي

ويذكر أن مؤشر "المستثمرين الملائكيين" هو مقياس على جاذبية الدولة في صناعة الشركة الناشئة، ويظهر عدد المستثمرين الذي يضخون من مالهم الخاص في شركات ناشئة في قطاعات حيوية، بصدارة التكنولوجيا.

إلا أن الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، و استدعاء آلاف جنود الاحتياط، والذين ينشط معظمهم في الاقتصاد الإسرائيلي، ومن أهم قطاعاته التكنولوجيا. أدت إلى انخفاضاً في استثمارات قطاع التكنولوجيا، وتسريح العمال، وانهيار شركات ناشئة سريعة النمو.

والمستثمرون الملائكيون أو (angel investors) هو لقب يطلق على مستثمري القطاع الخاص الذين يستثمرون من رؤوس أموالهم الخاصة، بشكل رئيسي في شركات المرحلة المبكرة، في جولات التمويل الأولي، للحصول على أسهم في الشركة ونسبة مئوية من الأرباح المستقبلية.

ويعمل المستثمرون الملائكيون أحياناً في مجموعات ويندمجون للاستثمار في شركة ما، وفي بعض الأحيان يتواصلون شخصياً مع المشاريع ويقترحون استثماراً، بينما تقترب منهم الشركات الناشئة في مناسبات أخرى.

وكشفت بيانات صادرة عن منظمة "Startup Nation Central" الإسرائيلية، أنه وفي حين كان هؤلاء المستثمرون يشكلون في الماضي أحد الكوادر الرئيسية والأكثر أهمية للشركات الناشئة التي تم تأسيسها حديثاً، إلا أن هذا الاتجاه يتغير اليوم.

ووفق البيانات، ففي عام 2023، كان هناك 61 مستثمراً ملائكياً نشطاً في إسرائيل فقط، مقارنة بـ251 في 2022، بانخفاض يزيد على 75%.

وعام 2021، كان نحو 300 مستثمر ملائكي نشطين في إسرائيل، وهو العام الذي أعقب جائحة كورونا، ما يعني أن العدد انخفض 80% تقريباً بين 2021 و2023.

من ناحية أخرى، كشف تقرير صادر عن منصة "Fusion VC" يستطلع الشركات الناشئة الإسرائيلية، أنه من بين 900 شركة جديدة أنشئت في إسرائيل عام 2023، تم تأسيس 80% منها في الولايات المتحدة.

المقاطعة الشعبية تجبر ستاربكس على تسريح 2000 موظف بالشرق الأوسط

الشيكل يترنح.. انكماش الاقتصاد الإسرائيلي إلى أكثر من 19% بسبب حرب غزة

إفلاس الشركات الناشئة في إسرائيل

ووجد التقرير أنه لم ينخفض عدد الصفقات فحسب، وإنما أيضاً المبالغ التي تم جمعها في الصفقات. ووجدت شركة "Fusion" أن 57% من استثمارات الملائكيين العام الماضي كانت أقل من 100 ألف دولار لكل صفقة، وأن 35% من "استثمارات الملائكة" كانت بأقل من 5000 دولار لكل صفقة.

كما وجد التقرير أن 65% من المستثمرين الملائكيين لم يستثمروا في أكثر من شركتين ناشئتين خلال العام الماضي، وأن 45% من الأموال استثمرت في شركتين إلى 4 شركات ناشئة خلال العام الماضي.

وتكشف هذه الأرقام واقع الشركات الناشئة في إسرائيل، والتي يتوقع أن تنتهي إما بالإفلاس أو البقاء على حالها دون استثمارات صاعدة خلال العام الجاري، وذلك بسبب استمرار الحرب، والأزمات التى ستواجه الاقتصاد الإسرائيلي بعد نهاية الحرب

وفي فبراير الماضي، واصل العجز المالي اتساعه ، ليصل إلى 5.6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الأشهر الـ12 المنتهية في فبراير 2024 أو 105.3 مليار شيكل (29.2 مليار دولار).

وتعتقد وزارة المالية الإسرائيلية، العجز سيستمر في الاتساع خلال الأشهر المقبلة، أي أنه من المتوقع أن يتجاوز العجز عتبة 6.6% في الأشهر المقبلة.

وفي الشهرين الأولين من 2024، بلغ العجز المالي 10.9 مليار شيكل (3 مليارات دولار) مقارنة بفائض قدره 16.9 مليار شيكل (4.7 مليار دولار) في الفترة المقابلة من 2023.

وفي 19 فبراير 2024 أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الإسرائيلي، انكماش الاقتصاد المحلي بنسبة 20% في الربع الأخير من عام 2023، وأشار إلى أن الانكماش المسجل بالربع الأخير على أساس سنوي، جاء مدفوعاً بتدهور كافة القطاعات "في وقت تراجع مستوى الاستثمار بنسبة 70%".