داعية أزهري: الجن العاشق يقيم علاقة حميمية مع بنات الإنس.. وينجب منهم أولادا

قال الشيخ محمد مصطفى الأزهري، الداعية الأزهري، ومفسر الأحلام والمعالج بالقرآن: إن العلماء والمفسرون والمثقفون والمفكرون - قديما وحديثا - اتفقوا على أن الجن العاشق عند المس يجامع معشوقته الإنسية في المنام، ولكنهم اختلفوا بعد ذلك على آراء وأقوال في: هل يمكن لهذا الجنى أن يجامع معشوقته من الإنس حقيقة في اليقظة كما يجامع الرجل زوجته؟

داعية أزهري: الجن يخطف البشر.. و«خُرافَة» أول أسير خطفوه زمنًا ثم أعادوه لـ الإنس

داعية أزهري: الجن يسرق الذهب من المنزل ليتزين به.. وهذه طريقة استرداد المسروقات

ما هو المس العاشق؟

وأضاف الداعية الأزهري، أن «المس العاشق» من أكثر أنواع المس انتشارًا في هذه الأيام، وخطورة هذا المس تكمن في أنه يتعرض للنساء، والسؤال هنا: هل يمكن للجني أن يجامع معشوقته الإنسية يقظة وواقعًا كما يجامع الرجل زوجته؟

وتابع الأزهري: «كما قلت لكم سلفًا هناك اختلاف بين أهل العلم؛ فبعضهم رفض هذا الأمر نهائيًا وجعل استحالته عقلية، وبعض العلماء ومنهم من أصحاب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من قال بجواز وإمكانية أن يجامع الجن العاشق الأنسية جماعًا حقيقيًا في اليقظة كما يجامع الرجل زوجته، ومن هؤلاء العلماء الذين أجازوا حدوث الأمر سيدنا عبد الله بن عباس، وكذلك: مجاهد، والضحاك، والبغوي، والشعبي، وشيخ الإسلام ابن تيمية.

إنجاب الجن أولادًا من معشوقته الإنسية

وأشار الداعية الأزهري، إلى أن شيخ الإسلام ابن تيمية زاد في الأمر وأكد أنه يمكن أن ينتج عن هذا الجماع بين الجن العاشق ومعشوقته الإنسية أولادًا؛ فقال - رحمه الله - فيما نقل عنه: «وقد يتناكح الجني مع معشوقته من الإنس وينتج عن هذا الجماع أولاد، وهو كثير وشائع ومعروف».

داعية أزهري يحكى قصة طفلة أدمنت ممارسة العلاقات المحرمة بسبب أصدقاء السوء

الشيخ محمد أبو بكر: هناك صحابة من الجن.. والنبي كان يلتقي بهم ويعقد لهم مجالس علم

أدلة حدوث علاقة بين الجن والإنس

أما فيما يتعلق بأدلة من يقولون إن هذا الجماع يمكن أن يحدث حقيقة؛ فمنها أدلة ذكرت في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا» (الأنعام: 128)، وقال المحتجون بهذه الآية: إن الاستمتاع هنا يدخل فيه الاستمتاع الذي ينتج عن الجماع.

ومن أدلة من يقولون إن هذا الجماع يمكن أن يحدث حقيقة، قوله سبحانه وتعالى: «فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ» (الرحمن: 56)، قالوا: «لم يطمسهن» هنا كناية عن النكاح والجماع.

متى يتمكن الجن العاشق أن يجامع معشوقته من الإنس؟

وأوضح الأزهري، أن وبناءً على ما سبق؛ فإن لدينا فريق من العلماء يقولون إن الجن العاشق عند المس يستحيل أن يجامع معشوقته الإنسية حقيقة في اليقظة كما يجامع الرجل زوجته، وفريق آخر قالوا بأن هذا جائز؛ فما هو الرأي الراجح؟

قائلًا: «الرأي الراجح - وهو رأي وسط بين الرأيين - الذي لمسته عن تجربة المصابين بهذا المس من العشق، أن كثير من المصابين بهذا المس أكدوا على أنه يمكن للجن العاشق أن يجامع وأن يناكح معشوقته من الإنس بشرط أن ترضى هي بذلك.. أن ترضى رضاءًا عقليًا وقلبيًا بهذا الجماع؛ فإذا رضيت من قرارة نفسها ومن داخلها على هذا الجماع الذي يحدث منامًا بالليل، يمكن أن يتحول هذا الجماع - وبأقصى سهولة - إلى جماع في اليقظة والواقع كما لو أن زوجها يجامعها في اليقظة والحقيقة».

وتابع الداعية الأزهري: «أحيانا الجن العاشق يأتي لمعشوقته في صورة رجلٌ هي تحبه سواء كان هذا المحبوب لديها هو زوجها الغائب عنها، أو هو حبيبها الذي لم تستطع الزواج منه، أو حتى أحد الممثلين أو المغنيين الذين تحبهم هذه الفتاة، وعندها يحدث استقرار ورضاءًا نفسيا وعقليا بهذا الجماع الليلي في المنام؛ فيتحول هذا الجماع إلى واقع وإلى يقظة بحيث يأتي لها في حجرتها جهارًا نهارًا عيانًا بيانًا».