أسامة الأزهري: من يملك قلبًا سليمًا وعقلًا مستنيرًا فقد جُمع له الشمس والقمر

قال الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية: إن المسلم إذا استحضر ربه في عبادته وصومه تحولَتْ طاعته لتصير نبعًا روحانيًّا فيَّاضًا، يشعُّ ويتوهَّج بالقيم والرُّقِيِّ والكمالات النَّفسيَّة التي تعين على فهم مراد الله وصناعة العلم العميق الذي يصنع الحضارة ويوصِّل إلى الله؛ فيحقق العبد بهذا سعادة الدنيا والآخرة.

أسامة الأزهري يتفقد ثاني أكبر مركز بالعالم لطباعة المصحف أثناء زيارته لماليزيا

لماذا شرع الله العبادات؟.. د. أسامة الأزهري يوضح

الوصول إلى طمأنينة القلب

وأكد أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الوصول إلى طمأنينة القلب يتحقق عندما تحب أولياء الله الصالحين، وتكثر من القراءة في سير الصالحين وتعايشهم، وتتذكر قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».

والعاقل اللبيب، هو الذي يُقبل على كون الله، مُنقِّبًا عن مراد الله، وينظر بنور الله؛ فيفقه عن الله، قال الله عز وجل: «إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا».

الصبر هو ما يجعلك إنسانًا

وأوضح مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن الله أمرنا بالصبر؛ لأنَّ الصبر هو ما يجعلك إنسانًا، وهو ما سيجعلك ناجحًا، فتبدأ مسيرتك المهنية ثم بعد عدة سنواتٍ تصبح رجلًا ناجحًا.

مشيرًا إلى  أن الله أرحم بنا، ويدعونا إلى مغفرته، ويفتح لنا أبواب قربه، وخزائنُ السموات والأرض بيده، وقلوب العباد طوع أمره، يقلبها كيف يشاء، وقد قال الشاعر قديمًا:

اجعـل بربـكَ كــلَّ عزك يســتقرُّ ويَثْبُـتُ * فإذا اعتـززت بمن يموتُ فإنَّ عزك ميِّتُ.

أسامة الأزهري: القلب مصنع الإيمان وموضع نظر الله من العبد

أسامة الأزهري يصف مسالك علاج النفس وكيفية تهذيبها وتطهيرها ومقاومة ميولها وأهوائها

من مكارم الأخلاق

وتابع الأزهري: من مكارم الأخلاق تلك القيمة المتجسدة في قول الله تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»، أي: خاطبوا النَّاس -كل النَّاس- بأرقى الكلام وأحسنه، فلا فحش ولا قبح ولا بذاءة ولا أذى.

وإذا استطاع الإنسان أن يتحصَّلَ على القلب السليم مع العقل المستنير فقد جُمع له الشمس والقمر، واجتمعت له الجواهر والدرر.

قال الله تبارك وتعالى: «إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِم ْيُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ»، لقد تحركت همَمُهُم، وانبعثت فيهم الإرادة، وتحركت عندهم العزيمة، ومضوا في طريق الله، وسارعوا إلى الله، وسابقوا إليه، ومشوا في أرضه، ونفضوا عنهم الغفلة، وصنعوا الحضارة والعمران والمجد، وتعلقوا بالمولى، وسعوا إليه، وأحبوه، واتبعوا أنبياءه ورسله.