مجمع البحوث الإسلامية: صيام شهر محرم أفضل الصيام بعد رمضان
ADVERTISEMENT
قال مجمع البحوث الإسلامية، التابع للأزهر الشريف: إن صيام شهر الله المحرم، يُعد أفضل الصيام بعد شهر رمضان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الصيامِ بعد شهرِ رمضانَ شهرُ اللهِ المُحرَّمُ وإنَّ أفضلَ الصلاةِ بعد المفروضةِ صلاةُ الليلِ. (صحيح مسلم).
من قيم الهجرة النبوية
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية، أن من قيم الهجرة النبوية المباركة أنها تتجلى فيها صورة الصداقة الحقيقية متمثلة في سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ومواقفه مع سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم سواء في الهجرة أم في غيرها.
وسيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه، هو الذي طلب الصحبة من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثم بكى لما وافق سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كما تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: «فَوَاَللَّهِ مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمئِذٍ».
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه حَدَّثَهُ قَالَ: نَظَرْتُ إِلَى أَقْدَامِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى رُءُوسِنَا وَنَحْنُ فِي الْغَارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا». (متفق عليه).
الهجرة النبوية كلها تضحيات كبيرة
وتابع مجمع البحوث الإسلامية: إذا تأملنا هجرة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، فسنجد أن كلها تضحيات كبيرة من أجل الله عز وجل، بداية من سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المهاجرين الذين خرجوا من ديارهم وأموالهم ووصفهم ربهم سبحانه تعالى بالصدق، ونهاية بموقف الأنصار الذين استقبلوهم وضحوا بكل ما يملكون في مواساتهم ونصرتهم.
تضحيات صهيب الرومي
وهنا يروي لنا سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ فيقول: خَرَجَ صُهَيْبٌ مُهَاجِرًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاتَّبَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَنَثَرَ كِنَانَتَهُ وَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، قَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَرْمَاكُمْ، وَاللَّهِ لَا تَصِلُونَ إِلَيَّ حَتَّى أَرْمِيَكُمْ بِكُلِّ سَهْمٍ مَعِي، ثُمَّ أَضْرِبَكُمْ بِسَيْفِي مَا بَقِيَ مِنْهُ فِي يَدِي شَيْءٌ، فَإِنْ كُنْتُمْ تُرِيدُونَ مَالِي دَلَلْتُكُمْ عَلَيْهِ. قَالُوا: فَدُلَّنَا عَلَى مَالِكَ وَنُخْلِي عَنْكَ. فَتَعَاهَدُوا عَلَى ذَلِكَ، فَدَلَّهُمْ وَلَحِقَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلّى الله عليه وسلم: «رَبِحَ الْبَيْعُ أَبَا يَحْيَى»، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ}.