علي جمعة: الله ألهم المسلمين 21 علمًا حتى يعرفوا التوثيق والتثبت والرواية
ADVERTISEMENT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن من صفات المسلم الرباني، ذي التفكير العميق المستنير، أنه صاحب عقلية فارقة لا خرافية ولا هشة.
بناء العلوم على الحقائق.. ونظام للتوثيق والتثبت
وأوضح مفتي الديار المصيرة السابق، أن الأئمة الكبار كالشافعي والنووي ومن قبلهم الصحابة الكرام لم يبنوا علومهم إلا على الحقائق، وكان لديهم نظام للتوثيق والتثبت، حتى إن الله قد ألهم هذه الأمة واحدا وعشرين علمًا لكي تعرف التوثيق والتثبت وكيفية الرواية، سواء في نقل القرآن الكريم أو السنة المطهرة أو مقالات الأئمة، وكل هذا بالأسانيد المتصلة المقروءة والمحققة، والتي جعلت عقل المسلم ليس خرافيًا ولا هشًا، بل عقلًا علميًا متثبتًا.
الشيخ هو وسيلة انتقال المعارف والخبرات المتراكمة
وأكد عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أنه حتى يكون الإنسان ممتلكا لعقلية فارقة في علوم الشريعة يجب عليه:
أولا: أن يكون له شيخ، والشيخ يقوم تجاهه بوظيفتين:
أ- الأستاذية، وفيه يعلمه ويرشده إلى طريق البحث العلمي.
ب - التربية والتزكية، حتى يستقيم سلوكه مع معارفه ولا يتناقض سره وعلانيته؛ فيأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه.
فالشيخ هو وسيلة لانتقال المعارف والخبرات المتراكمة، والتزكية ركن من أركان بناء العقلية الفارقة.
وتابع رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: ثانيًا: الترقي في العلم والبلوغ إلى نهاية ما وصلت إليه النظريات والأفكار والمفاهيم والخلافات والجدل والإجماع، حتى تكون بدايته صحيحة واجتهاده صادقًا، يبدأ مما انتهى إليه الآخرون ويوفر على نفسه وقتًا وجهدًا في بحث ما تم بحثه بالفعل ولم تعد هناك فائدة منه، وإلا لو بدأ الإنسان من أول العلم سيكون كمن أراد أن يبدأ بما بدأ به إديسون من اكتشاف البخار لتسير القطارات بالبخار بعدما أصبحت تسير بالطاقة الشمسية.
الحرص على إتمام أركان العلم
وأشار مفتي الجمهورية السابق، إلى أن الشرط الثالث الواجب توافره حتى يكون الإنسان ممتلكا لعقلية فارقة في علوم الشريعة هو: الحرص على إتمام أركان العلم حتى لا يقع في الخلل، فلتحصيل العلم أركان وقد ذكرها الإمام الشافعي رحمه الله في قوله:
أخي لن تنال العلم إلّا بستّة.. ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
سأنبيك عن تفصيلها ببيان.. وصحبة أستاذ وطول زمان