عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الدكتور علي جمعة: كل الأبواب مغلقة إلا باب سيدنا النبي

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة - عضو هيئة كبار علماء الأزهر

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب: إن الله تبارك وتعالى يقول: «قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ»؛ فهذه واحدة من ثلاثة نتائج: الإيمان بالله، وبما أرسله من نورٍ في شخص النبي ﷺ، ومن كتابٍ هو هدايةٌ للمتقين.

عندما تتبع النور ستخرج من الظلمات

وأوضح مفتي الديار المصرية السابق، أن الثانية في قول الله تعالى: «وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، يعني النور يؤدي إلى النور، عندما يكون أنت اتباعك للنور للبيان للظهور للوضوح للجمال؛ فإنك ستخرج من الظلمات.. ظلمات الحيرة، وظلمات الضيق، وظلمات الدنيا.

والتعلق بالدنيا وهي لا نهاية لها، كلما ظننت أنك قد حصَّلت منها شيئا وجدت من هو قد فاقك في التحصيل، أمرها عجيب لا ينتهي ومُلكها ليس بيدك، وكلها كدر فمن تعلق بها تعلق بكدر، ولذلك كان من دعاء الصالحين حيث نكرره كثيرًا: «اللهم اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا».

قالوا: وجعلُها في القلب أن تحزن على كل مفقود، وأن تفرح بكل موجود؛ فإذا خلَّصك الله من الحزن على المفقود، ومن الفرح بكل موجود كانت الدنيا في يدك وليست في قلبك؛ فإذا فقدت تقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، أستغفر الله العظيم، وإذا وُجِدَت قلت: الحمد لله، الشكر لله، الفضل من عند الله، لا إله إلا الله.

نور التوكل على الله والرضا به

وأوضح عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن من ينهار في قلبه فهو في ظلمات وليس في نور؛ فالقضية الثانية التي تنتج من اتباعك للنبي ﷺ وإيمانك من خلاله بالله رب العالمين لأنك ستخرج من الظلمات؛ من ظلمات الدنيا، وضيقها، ومن ظلمات الحيرة، وضيقها، ومن ظلمات التعلق وعدم القناعة والرضا، إلى نور التوكل على الله والرضا بالله، وأن تسير في نور الله، وأن تكون راضيًا عن الله؛ فيرضى الله سبحانه وتعالى عنك: «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ»، ترضى عن الله تعالى وتكون سعيدًا بالله تعالى، لكن هناك ناس قليلة الأدب مع الله ليست سعيدة بالله في ظلمات وليست في نور.

سيستجيب دعاءك بشرط أن تفهم النبي والقرآن

والقضية الثالثة: «وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ»؛ فيستجيب الدعاء، ولكنه سبحانه سيستجيب دعاءك بشرط أن تفهم النبي ﷺ والقرآن؛ لأن كل الأبواب أغلقت إلا باب سيدنا النبي ﷺ، والذي بيننا وبين الخلق هو سيدنا النبي ﷺ، وليس لنا إلا سيدنا النبي ﷺ؛ فاللهم صلِّ وسلم على سيدنا النبي وعلى آله وصحبه.

تابع موقع تحيا مصر علي