عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«فتوى الأزهر» في عيد العمال: اشتغال الإنسان بأي عمل شريف يرفعه ويكرّمه

مركز الأزهر العالمي
مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية

قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: إن الله سبحانه وتعالى جعل الأرض طيِّعة ميسرة للعمل وطلب الرزق، وذكّر عباده بهذه النعمة وحثهم على السعي والأخذ بأسباب الرزق؛ فقال جل وعلا: «هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور» (الملك: 15).

مكانة العمل في الإسلام

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في معرض حديثه عن مكانة العمل في الإسلام، أن الحقُّ سبحانه وتعالى هيأ الكون والخلق للعمل والسعي، فأنعم على خلقه بنعمتي الليل والنهار، وجعل النهار للعمل والمعاش، والليل للسكون والراحة بعد الكد؛ قال تبارك وتعالى: «وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» (القصص: 73)، وقال سبحانه: «وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا» (النبأ:11).

وتابع مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: وقرر الإسلام أن أفضل طعام الإنسان ما اكتسبه من كده وعمل يده، وفي هذا يقول سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». (أخرجه البخاري).

اشتغال الإنسان بأي عمل شريف يرفعه ويكرّمه

وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن السنة النبوية الجليلة علمتنا أن اشتغال الإنسان بأي عمل شريف؛ يرفعه، ويكرّمه، ويغنيه، وهو خير له من سؤال الناس؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». (أخرجه البخاري).

الإسلام يجمع بين ابتغاء الآخرة وتحصيل منافع الدنيا

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الأمر جاء بالتفرق في الأرض لطلب الرزق وقضاء مصالح الخلق، بعد الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة واغتنام فضلها؛ ليظهر شمول إسلامنا الحنيف وجمعه بين ابتغاء الدار الآخرة، وتحصيل منافع الدنيا بالبذل والعمل؛ قال تعالى: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 10).

التسامي فوق نزغات الشيطان وضغائن النفس

وفي سياق آخر، وفي معرض تفسيره لقول الله تعالى: «وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ» (الشورى:43)، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الآية الكريمة تدعو إلى فضيلة الصبر، وعدم رد الإساءة بمثلها، ورغبت في التسامح والعفو، ومقابلة الإساءة بالصفح، والتسامي فوق نزغات الشيطان وضغائن النفس، وبينت أن هذه الخصال من شيم الكرام، وأصحاب النفوس الصافية، والهمم العالية، التي يحبها الله تعالى، ويرتب عليها العطاء الجزيل، والثواب العظيم.   

تابع موقع تحيا مصر علي