وزير الأوقاف يتحدث عن اسم الله الولي الحميد في سابع حلقات «الأسماء الحسنى»
ADVERTISEMENT
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن الله هو الولي الحميد، نعم الناصر ونعم المعين، ومالك التدبير ومدبر الأمر، وهو القائل: «اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»، وهو سبحانه وتعالى ولي الذين آمنوا يتولى أمرهم كله نصرهم وهدايتهم ومكافأتهم، فهو السميع دعاءهم المجيب لهم؛ إذ يقول جل وعلا على لسان نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ».
برنامج الأسماء الحسنى
وأضاف وزير الأوقاف، خلال الحلقة السابعة من برنامج «الأسماء الحسنى»، أن الله يقول على لسان سيدنا يوسف - عليه السلام -: «رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ»؛ فهذا نبي الله يوسف يقول وألحقني بالصالحين، وينشد الإمام الشافعي - رحمه الله:
أحب الصالحين ولست منهم.. وأرجو أن أنال بهم شفاعة
وأكره مَن تجارته المعاصي.. ولو كنا سواء في البضاعة
وكان سيدنا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: «لئن نجوت كفافًا لا عليَّ ولا لييَ إني لسعيد».
إذا كان الله وليك ومعك وناصرك فلا عليك
وأكد وزير الأوقاف، أنه إذا كان الله وليك ومعك وناصرك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، يقول الحق سبحانه: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ»، ويقول جل وعلا: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ» في أي وقت تتنزل الملائكة؟ في وقت الشدة في سكرات الموت، تبشرهم: «أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ».
وأولياء الله هم محبوه ومطيعوه، وهم العابدون، وولايتهم قائمة على العلم، وطاعة المولى عز وجل، وإقامة الفرائض، والبعد عن المعاصي، يقول الحق سبحانه وتعالى: «أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»، وأي فوز أعظم من أن تفوز وأن تدخل في ولاية الله عز وجل، وأن يكون الخالق وليّك ومعك ومتكفلًا بشئونك.
الولاية مشروطة بالتقوى
وتابع وزير الأوقاف، أن هذه الولاية مشروطة بالتقوى؛ كما قال الحق سبحانه: «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ»، والتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل، وسمي المتقون بالمتقين لأنهم اتقوا الله، وقال بعض أهل العلم: اتقوا ما لا يتقيه غيرهم، وتركوا بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة محرمة، فالولي الحق مؤدٍ للطاعات، قائم على حدود الله، ولا يطعم أهله ولا زوجه ولا أهله ولا أبناءه إلا حلالا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار».
فالمولى عز وجل هو الولي الذي تولى شئون جميع خلقه فاستحق الحمد لذاته، وهو سبحانه الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كلها، فله من الأسماء أحسنها ومن الصفات أكملها وأعظمها وأتمها، وهو سبحانه وتعالى المستحق للحمد كله، وهو المحمود بكل لسان وعلى كل حال وفي كل حال في الشدة والرخاء في العسر واليسر في المكره والمنشط، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده.
وقد افتتحت خمس سور من سور القرآن الكريم بالحمد المستحق لله عز وجل، أولها سورة الفاتحة التي يقرأها المسلم سبع عشرة مرة في صلاة الفريضة فقط، فضلا عن النوافل فقال في مستهلها: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، وسورة الأنعام، فقال سبحانه: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ»، وسورة الكهف التي يقول المولى جل وعلا في أولها: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا»، وسورة سبأ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ» وسورة فاطر: «الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
الحمد على إحسان الله لعباده
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن الحمد نوعان: حمد على إحسانه لعباده وعلى ما ساق إليهم من النعم وهو نوع من الشكر، وحمد لجلال ذاته فهو المستحق للحمد لذاته، فما أجمل الحمد وما أعظم ثوابه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»، وقيل لأحد العلماء من التابعين ما أفضل الدعاء يوم عرفه فقال: «لا اله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير؛ فقيل له: هذا ثناء وليس بدعاء، فقال: يقول رب العزة في الحديث القدسي: من شغله ثنائي عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين».