أقدم كُتاب بمحافظة الشرقية.. كُتاب الشيخ شحاتة الذي تتلمذ على يده الآلاف من العلماء والأطباء والمهندسين
ADVERTISEMENT
القرآن الكريم نور القلب وطريق هداية التفكير، لذلك كان يحرص الآباء دائما على تحفيظ أطفالهم منذ الصغر القرآن الكريم داخل الكتاتيب، وعندما تذهب إلى قرية منزل حيان البسيطة التابعة لمركز ههيا بمحافظة الشرقية تجد أن النور يشع منها، وأصوات آيات الله عالية، وتخرج من جفون القلوب وتترد على ألسنة عشرات الأطفال، وعندما تبحث عن مصدر هذا الصوت العذب تجد كُتاب الشيخ الجليل «شحاتة محمد على» صاحب المقام الكبير في تحفيظ وتعليم أبناء قريته والقرى المجاورة القرآن الكريم وقواعده.
حيث حفظ الشيخ «شحاته محمد على» القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمد واستكمل حفظه على يد شقيقه الأكبر الشيخ توفيق محمد، وأجاز القراءات العشر الصغرى والكبرى فى سن صغير، حتى أتقن الحفظ وأطلق عليه شبيه الحُصري، كما التحق بمعهد قراءات الزقازيق التابع للأزهر الشريف، وبعد أن افتتح الأزهر الشريف كليه علوم القرآن بطنطا المتخصصة في دراسة القرآن الكريم وعلومه التحق بها ووقتها كان يعمل مُحَفظا للقرآن الكريم بالأزهر وتخرج في الدفعة الأولى.
أقدم كُتاب بمحافظة الشرقية
وبعد أن انتهى الشيخ الجليل من الدراسة قرر أن يهدي نفسه ووقته إلى أبناء قريته والقرى المجاورة ويحفظهم القرآن الكريم، وبعد عدة سنوات قرر الشيخ شحاته فتح كُتاب داخل قريته ليستقبل فيه جميع أبناء مصر، حتى تتلمذ على يده الآلاف من العلماء والأطباء والمهندسين، فقد كان يشجع الأبناء على حفظ القرآن للقدرة على إجادة اللغة العربية بالتشكيل، واستمر شيخنا الجليل في تحفظ الأطفال والكبار القرآن الكريم داخل الكُتاب عدة سنوات حتى توفاه الله في عام 2020م، لتصبح جنازته مهيبة ويحضرها المئات من جميع أبناء محافظات مصر.
لم تكن رسالة الشيخ «شحاته محمد» في تحفيظ أبناء قريته القرآن الكريم من أجل الربح، بل كان يهب وقته للتجارة مع الله وتوضيح رسالة الله من كتاب القرآن الكريم إلى الأطفال، وقد حرص أن يُحفظ أبنائه جميعاً القرآن الكريم، حتى أصبحوا يكملون رسالته في تحفيظ القرآن الكريم داخل الكُتاب الذي أصبح عمره أكثر من 50 عاماً، كما تعتبر رسالة تكملة تحفيظ القرآن الكريم داخل الكُتاب إحدى بنود الوصية التي تركها الشيخ الجليل لأبنائه.
نجل الشيخ شحاتة
قال «محمد شحاتة» أحد أبناء العالم الجليل، أنه حفظ القرآن الكريم على يد والده، ويعتبر من عائلة حفظة القرآن الكريم، فقد بدأت رسالة تحفيظ القرآن الكريم من الجد وبعد أن توفي استكمل عمي وبعدها والدي، موضحاً أن والده حفظ نصف القرآن الكريم على يد جده ولكنه توفي في عمر مبكر، وبعدها استكمل شقيقه الشيخ توفيق مسيرة تربيته وتحفيظه للقرآن الذي اتقنه في عمر صغير، ومازالت مسيرة تحفيظ القرآن الكريم مستمرة داخل الكُتاب تنفيذاً لوصية والدي.
وأضاف «محمد شحاتة» رسالة تحفيظ القرآن الكريم بدأت من الجد وبعدها العم وبعدها والدي الشيخ شحاتة حتى توفي عن عمر 66 عاماً، واستكملنا الرسالة من بعده في تعليم الأطفال الكتابة وحفظ القرآن، ومنذ أن بدأ الجد رسالته من سنوات عديدة لم تنقطع رسالته فهي مازالت مستمرة حتى الآن، ونستكملها داخل الكُتاب أنا وشقيقي وأشقائي البنات، مضيفاً أن والده قد شارك في التحكيم بمسابقات دولية عديدة أهمها أنه مَثَّلَ مصر في الدوره الأولي من مسابقة الشيخه فاطمه بنت مبارك الدوليه للفتيات بالامارات والتي حضرها الكثير من الحافظات من جميع أنحاء دول العالم، وبرامج أحسن الاصوات والروضات، ومسابقات المواهب القرآنية، و المؤذن والمبتهل، ومسابقة الهيئات القرآنية الدولية"، كما شارك بالتحكيم فى كبرى المسابقات الرسمية بوزارة الأوقاف والأزهر الشريف ووزارة الشباب والرياضة وكثير من الجهات الأخرى.
كُتاب الشيخ شحاتة الذي تتلمذ على يده الآلاف من العلماء والأطباء والمهندسين
وأردف «محمود شحاتة» نجل الشيخ الجليل، أنه لم ينقطع الكُتاب عن تحفيظ الأطفال والكبار يوم واحد بعد وفاة والده، فقد حرص هو وأشقائه على تنفيذ وصية والده التي كانت توصيهم بالاستمرار في تحفيظ القرآن الكريم، مضيفاً أن والده أكد عليهم بأن يكون التحفيظ ليس من أجل الربح المادي، مشيراً أن الكُتاب به 25 مُحفظ ومحفظة للقرآن الكريم، ويستقبل عشرات الأطفال بشكل يومي من سن ثلاث سنوات، مؤكدا أنه يتم تعليمهم الكتابة والقراءة أولاً ثم يتم تحفيظهم القرآن الكريم بالتجويد، وأن والده حفّظ القرآن الكريم للكثير للدرجة التي ميزت تلك البلدة بأن هناك ما يقرب من 220 رسالة دكتوراه وماجستير الأغلبية منهم من خريجي المكتب.
واستكمل «محمود شحاته» نعانا في وفاة والدي الكثير من قراء الإذاعة والتلفزيون وعلماء وكبار المشايخ بالأزهر الشريف والكثير من المواقع المصري والقنوات المصرية حتى أنه ظل ترند على مواقع السوشيال ميديا لمدة 3 أيام، كما قرأ في عزاءه القارئ الشيخ محمود علي حسن قارة الإذاعة، وكبار الشيوخ ومن بينهم الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، الذي قال أثناء عزاء والدي "هنيئا لكم يأهل قرية منزل حيان بهذا العالم الجليل"، فقد كان والدي يفتح باب منزله لكل الأرامل والفقراء والمساكين، وقد حفظ على يده الكثير من الأشخاص الغير مصريين، كما أن اسمه كان يتردد على ألسنة كبار العلماء على مستوى الدول العربية، وكان له وضعه ومكانته بين الجميع لحرصه على توصيل رسالة القرآن الكريم للجميع.