مقترح تبرع بهاء أبوشقة.. ضرره أكثر من نفعه.. المستشار المخضرم عليه تقديم مقترحه الأخير "بشكل عكسي" لصالح المواطن

رغم المسيرة الطويلة المشرفة للمستشار المخضرم بهاء أبوشقة، وجهوده المخلصة التي لاتتوقف لخدمة البلاد والعباد، من خلال بوابة التشريع والرقابة والمحاماة، إلا أنه قد انزلق إلى مقترح أخير، اتفق الكثيرون على أن "ضرره أكثر من نفعه".

المستشار بهاء الدين أبو شقة رئيس حزب الوفد، أعلن أنه سوف يتقدم بمشروع قانون للبرلمان، حول تبرع المواطنين لصندوق تحيا مصر لمواجهة فيروس كرونا المستجد، مشيرا إلى أن ذلك طبقا للدستور الذي ينص على أن لكل نائب حق التقدم بمشروع قانون على أن يؤيد بتوقيع عُشر أعضاء المجلس على الأقل.

اقتراح أبو شقة أثار حالة من الانزعاج لدى المواطنين في الوقت الحالي أكثر مما ترك من طمأنينة في نفوسهم، بعدما كشف عن أن مشروعه يهدف إلى أن تكون هناك مشاركة من المواطنين للدولة في أعباء وباء كورونا، وأن نكون أمام تبرع المواطنين لصندوق تحيا مصر، وذلك وفقا لضوابط تتناسب مع الراتب أو الدخل الشهري، على أن يتبرع من يزيد راتبه على خمسة ألاف جنيه بنسبة 5%، ومن يزيد راتبه على 10 آلاف جنيه بنسبة 10%، ومن يزيد راتبه على 15 ألف جنيه بنسبة 15%،ومن يزيد راتبه عن 20 ألف جنيه أن يتبرع بـ 20%.

المستشار الجليل أغفل الظروف العصيبة التي يمر بها المواطنون عموما، ناهيك عن شرائح ليست مليونية كاملة، من أصحاب العمالة غير المنتظمة، يواجهون ما هو أصعب، ولا يستقيم حاليا الحديث معهم عن أية دعوات للتبرع واقتطاع جزءا من راتبهم الشهري، وإنما العكس صحيح تماما، فهم الأولى خلال الظروف الحالية بتوفير أية مكتسبات لهم.

المستشار الجليل جانبه الصواب هذه المرة، ولم يمر ذلك مرور الكرام على المواطنين، إلا بسبب نبل الغاية وسلامة المقصد، وإنما المطلوب ممن هم بحجم أبو شقة، ومايتمتعوا به من مصداقية وتأثير لدى الرأي العام، أن يعملوا أكبر قدر من التهمل وقياس التأثير المسبق للتصريحات والأفكار والمبادرات، في ظل الأوضاع الاستثنائية وغير المسبوقة التي تتعرض لها البلاد في الوقت الحالي.

لذا تحتم المسؤولية الحالية على رئيس حزب الوفد، أن يوجه دفة اقتراحة ليكون مقصده المواطن نفسه، وأن الصناديق الخاصة بالدولة والكيانات الرسمية حاليا، تقف على أرضية صلبة وتتكفل بنفسها بفضل القيادة الحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، أما المواطن فهو في حاجة إلى تضافر حقيقي من الكل، بهدف دعمه ومساندته، وليس تحميله مزيد من الأعباء في الوقت الحالي.