العالم ينتظر طبول الحرب .. هل تواصل إيران تصعيدها بعد هجوم «عين الأسد» بالعراق ؟

لم يمر سوى أيام قليلة على مقتل قاسم سليماني، الرجل الأول للحرس الثوري الإيراني، ومنفذ كافة التخطيطات والعمليات العسكرية خارج حدود إيران .. إذ طوَى «البنتاجون» هذه الصفحة للأبد وشنّ غارات أمريكية دقيقة استهدفت طائرة رجل الملالي الأول، الذي تم تشييع جُثمانه أمس الثلاثاء، وتأجلت الدفنة للساعات الأولى من صباح اليوم، بعد وفاة أكثر من 50 شخص أثناء تدافعهم في جنازة الجنيرال الإيراني.. وللأخذ بالثأر أيضا.

هنا يكمن مربط الفرس، والكرة التي أسقطتها أمريكا في ملعب طهران، لنتكشّف فيما بعد ما إذا كان هناك حرب ستنشب بمواجهات مباشرة بين دولتي «الاتفاق النووي»، أم أن إيران سترضخ لما فعلته الإدارة الأمريكية وتورطها في مقتل «سليماني».. وحسب الشخصية الإيرانية، فإن طهران لم تنم منذ الغارة الأمريكية التي استهدفت سليماني منذ أيام، وقبل دفنه صباح اليوم، قررت إيران الرد على طريقتها لاشعال فتيل حرب جديدة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تصعيد رآه العالم الأخطر من قِبل إيران، شنّت طهران هجوم استهدف قاعدة «عين الأسد» الأمريكية فى العراق، مُعلنة وفق روايتها عن مقتل 80 شخص، وسط قلق دولي من استمرار التصعيد بين واشطن وطهران والذى ينذر بحسب مراقبين باندلاع حرب عالمية ثالثة. الهجوم الذى اندلع فى الساعات الأولي من صباح الأربعاء، أعقبه دفن جنرال إيران المقتول قاسم سليمانى حيث طاف جثمانه منذ اغتياله مدن إيرانية عدة لتشعل مسيرات الجنائز التى واكبته حالة من الغضب وسط عموم الإيرانيين، قبل أن تعلن طهران الثأر لمقتله.

وفيما تجري الولايات المتحدة ترتيباتها للرد وسط حالة من الترقب والاستنفار فى دوائر الأمن والاستخبارات، وفى وقت شككت فيه الإدارة الأمريكية فى حصيلة الضحايا، مؤكدة أنها لا تتجاوز الخسائر المادية، ووصف المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى بـ"الصفعة" الموجهة للأمريكان، متعهدا بإنهاء التواجد الأمريكي فى المنطقة بشكل كامل.

وقال المرشد الإيرانى عقب هجوم طهران على القاعدة الأمريكية: ما حدث كان صفعة على وجه أمريكا.. يجب على القوات الأمريكية أن تغادر المنطقة.. الوجود الأمريكي مصدر الفساد في المنطقة".. مُضيفا: «أمريكا تحاول التخلص من حزب الله اللبنانى لمساعدة إسرائيل.. ومقتل سليمانى يُظهر أن الثورة الإيرانية حية» على حد وصفه.

وأمام التصعيد الإيرانى الخطير، واصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى تحدى طهران، وأكد أن الجيش الأمريكى هو الأقوي وسيصل لأى مكان فى العالم، حتى أنه رد فى تدوينة له على حسابه بموقع تويتر أن الأنباء عن الخسائر «جيدة حتي الأن».. وهو ما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول رد الفعل الأمريكي.