«الكوليرا» و«داعش» يحصدان أرواح العراقيين

بين طيات الفتنة الطائفية، والمذهبية، وتفجيرات الجماعات المسلحة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وغارات التحالف الدولى بات الوضع مأساوياً فى العراق لم يعد مكاناً يصلح للعيش وبرغم ذلك إرتضى أهل العراق بما كتب لهم إلا أن رنين أجراس الموت رفضت أن تدق بالصواريخ والرصاص والتفجيرات فقط وها هى تفتح باب جديدا للموت في العراق بوباء الكوليرا الذى يحصد أرواح العشرات من العراقيين في عدد من المحافظات.

وأعلنت السلطات العراقية عن انتشار وباء الكوليرا في العراق بعد تسجيل 8 حالات وفاة جراء المرض وارتفاع حالات الإصابة إلى 159 حالة حتى أخر حصيلة أجرتها وزارة الصحة العراقية، مما دعا نواب بالبرلمان العراقى لإعلان حالة الطوارئ بالبلاد، ودفع السلطات العراقية إلى اتخاذ الإجراءات لاحتواء المرض قبل تفشيه.

وربطت منظمة الصحة العالمية بين انتشار المرض فى العراق وتهالك البنية التحتية للعراق منذ عام 2003، وتعطل شبكات المياه والصرف مما يزيد من احتمالية انتشار وباء الكوليرا.

وأعلن محمد جبر، عضو خلية أزمة مرض الكوليرا بوزارة الصحة العراقية، عن تسجيل 41 حالة إصابة بالمرض فى محافظات بغداد وبابل والنجف، بسبب المياه الغير صالحة للشرب.

وأكد جبر أن الحكومة تسعى لتوفير مياه صالحة للشرب للمواطنين العراقيين فى عدة مناطق على رأسها منطقة أبو غريب لدرء انتشار الوباء، لافتاً إلى أن السلطات تعمل على توزيع حبوب تعقيم المياه على المواطنين للحد من انتشار المرض والسيطرة عليه.

ولعل مليارات الدولارات التى انفقت على البنية التحتيه في العراق لم تكن كافية في ظل الوضع الراهن للعراق بين انقاسمات وحروب داخلية وخارجية، فلا تزال احياء ومدن عديدة تفتقر لمحطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحى.

ومن جانبه كشف على التميمي، محافظ بغداد عن إصابة 65 شخصاً ووفاة 4 آخرين بمرض الكوليرا، غرب العاصمة تحديداً بمنطقة أبو غريب، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» لتوزيع 50 ألف صندوق ماء مقطر
وتشهد المدن العراقية مسيرات احتجاجية منذ نحو شهرين، بسبب انتشار الفساد وتردى الخدمات الأساسية بالمدن العراقية.

ويعد الكوليرا مرض معد من أمراض الإسهال، يصاب به الإنسان نتيجة ابتلاع غذاء أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا، الذى يسبب الجفاف والفشل الكلوى وينتقل المرض عبر المياه أو الغذاء الملوث، وينتشر بالبلدان النامية بسب التلوث البيئى.