العلاقات السورية السعودية.. من القطيعة إلى التعاون المشترك
ADVERTISEMENT
في خطوة تاريخية نحو تعزيز العلاقات الثنائية، وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى المملكة العربية السعودية، يرافقه وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب. تهدف هذه الزيارة إلى فتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين البلدين، بما يتناسب مع التاريخ العريق المشترك بينهما.
استقبال رسمي في الرياض
استُقبل الوفد السوري بحفاوة في مطار الملك خالد الدولي من قبل نائب وزير الخارجية السعودي، وليد بن عبد الكريم الخريجي، مما يعكس جدية المملكة في تعزيز العلاقات مع سوريا. تزامنت هذه الزيارة مع وصول أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري، والتي تضم مواد غذائية وإيوائية وطبية، في إشارة إلى الدعم الإنساني المستمر من المملكة.
تصريحات الشيباني وتطلعات المستقبل
في تصريح له عبر منصة "إكس"، أعرب الشيباني عن أمله في أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات السورية السعودية، مشيرًا إلى أنها الأولى في تاريخ "سوريا الحرة". تأتي هذه الزيارة في ظل تحذيرات سعودية من انزلاق سوريا نحو الفوضى والانقسام، حيث أكدت المملكة وقوفها إلى جانب الشعب السوري وخياراته، ودعت إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها.
العلاقات السورية السعودية
شهدت العلاقات بين السعودية وسوريا تقلبات عديدة خلال العقد الماضي. إثر اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، قطعت دول عربية عدة، من بينها السعودية، علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وتم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. في عام 2023، بدأت بوادر التقارب بين البلدين، حيث زار وزير الخارجية السوري آنذاك، فيصل المقداد، السعودية في أبريل 2023، في أول زيارة رسمية منذ أكثر من 12 عامًا. توجت هذه الجهود بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى جدة لحضور قمة جامعة الدول العربية في مايو 2023، مما عكس تحسنًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم التحسن الملحوظ في العلاقات، لا تزال هناك تحديات تواجه البلدين في سبيل تعزيز التعاون المشترك. تسعى السعودية إلى ضمان استقرار سوريا والحفاظ على وحدتها، مع التأكيد على أهمية تحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية. من جانبها، تأمل سوريا في الحصول على دعم اقتصادي وسياسي من المملكة، خاصة في ظل العقوبات المفروضة عليها والحاجة الماسة لإعادة الإعمار.