عاجل
الجمعة 03 يناير 2025 الموافق 03 رجب 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«من صعود اليمين بالقارة العجوز إلى حروب الشرق الأوسط»..العالم يودع عام 2024

غزة - ارشيفية
غزة - ارشيفية

يستعد العالم لاستقبال عام 2025 مودعاً عام 2024 الذي كان ملئ بالعديد من الأحداث الساخنة والمأسوية وطغى عليها الطابع الدراماتيكي نظراً لسلسلة الوقائع التى شهدها العالم من حروب إلى كوارث طبيعية وأزمات سياسية واقتصادية طاحنة إلى جانب الإطاحة بأنظمة استمرت تحكم لعقود. 

غزة تستقبل عام جديد بالمآسي ومستقبل مجهول

صحيفة Politico  نشرت تقرير تلخص فيه أهم الأحداث التى شهدها العالم خلال عام 2024 وبعض الأحداث منها آثارها السلبية مستمرة معنا إلى عام 2025 إذا لم يكون هناك وقفة حقيقية من المجتمع الدولى لإنهاءها ولعل أبرزها حرب غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023 والتى أدت إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني إلى جانب إعلان مركز الإحصاء الفلسطيني في تقرير لها إلى انخفاض نسبة عدد سكان غزة إلى 6% في نهاية هذا العام المنصرم. 

غزة

الحرب في غزة لم يكون لها أثار بشرية كارثية وإنما مادية أيضاً وتحتاج لسنوات لإعادة ترميم هذه المأساة التى عاشها الفلسطينييون سواء على المستوى الإنساني أو الاقتصادي، ووفق تقديرات لمحللين أن ما يقرب من 60 في المائة من المباني في قطاع غزة ربما تكون قد تضررت بحلول نوفمبر2024، وهو ما يعني أن العديد من النازحين داخلياً البالغ عددهم 1.9 مليون شخص لن يكون لديهم منازل يعودون إليها.

كما أدت الحرب في غزة إلى اتساع رقعته في المنطقة وكان له تأثيرات قوية، لعل أبرزها ما حدث في لبنان وتوسع إسرائيل في عملياتها العسكرية في جنوب لبنان وشن عملية زعمت أنها محدودة لكن آثارها الجانبية كانت غير محدودة وسيكون له تداعيات مستقبلية ليس فقط على المستوى الاقتصادي وتحمل الدولة اللبنانية فاتورة هذه الحرب، وإنما على المستوى السياسي ودفع مما لا شك فيه حزب الله المدعوم من إيران تكلفة باهظة لم يكون يتوقعها سواء خسارة كبار قيادات الحزب أوتأثر على المستوى العسكري ما جعله يوافق على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل وغير ربطه بوقف حرب غزة. 

زلزال سياسي في سوريا 

ومن غزة ولبنان، شهدت سوريا زلزال سياسي مفاجئ عندما شنت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام في 27 من نوفمبر وبالتزامن مع اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هجوم عسكري ضد الجيش السوري انتهي بالإطاحة بنظام الأسد وانسدال الستار عن العائلة التى استمرت حكم البلاد لنحو 54 عاماً، ودخول البلاد عام جديد بلا أسد أمام مستقبل مجهول، وتخوفات من وقوع الدول في براثن الإرهاب من جديد. 

الرئيس السوري بشار الأسد

ومن الشرق الأوسط تتوصل الأحداث سخونة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية للعام الثالث بدخول 2025 لا أمل حتى الآن لوقفها وتمسك موسكو وكييف بشروطهما.

ماراثون انتخابي عالمي

وبالحديث عن الأحداث السياسية فشهد العالم الماراثون الإنتخابي في أكثر من 60 دولة، من الولايات المتحدة وفوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام منافسته كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، ومن المتوقع أن يتم تنصيب ترامب في يناير 2025. 

إلى جانب ذلك شهدت فرنسا والمملكة المتحدة وبلغاريا والهند واليابان والولايات المتحدة، فضلاً عن البرلمان الأوروبي انتخابات والتى أظهر صعود ملحوظ لليمين المتطرف في القارة العجوز. 

ولقد أدت الحروب وعدم الاستقرار السياسي في دول الجوار الأوروبي، إلى جانب التحول الملحوظ نحو اليمين في المشهد السياسي، إلى إعادة قضية الهجرة إلى جدول أعمال الزعماء الأوروبيين. وقد أدى ارتفاع الدعم للأحزاب اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة في العديد من الدول الأوروبية إلى دفع الحكومات إلى تبني سياسات تقييدية على نحو متزايد.

لقد ولت أيام سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها أوروبا تجاه اللاجئين  وبدأ النقاش السياسي يشمل حتى إبعاد المهاجرين عن أراضي الاتحاد الأوروبي بالكامل. فقد وعدت المفوضية الأوروبية، تحت قيادة الرئيسة أورسولا فون دير لاين ، باتخاذ إجراءات صارمة بشأن الهجرة . والواقع أن السياسات التي كانت تعتبر في السابق هامشية ومتطرفة، مثل إنشاء "مراكز العودة" وفي بلدان ثالثة لاحتجاز طالبي اللجوء الذين ينتظرون معالجة طلباتهم، فضلاً عن الترحيل القسري، أصبحت الآن راسخة في التيار السياسي السائد.

الاتحاد الأوروبي ومخاوف من اندلاع حرب تجارية

ولدى الاتحاد الأوروبي مخاوف أخرى بشأن عام 2025. مع النمو الاقتصادي المخيب للآمال، ومشاكل القدرة التنافسية، والقطاع الصناعي المتعثر ، فإن آخر ما تحتاجه أوروبا الآن هو حرب تجارية، فتهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع السلع و60% على السلع الصينية يجعل الأوروبيين يخشون التأثيرات المحتملة. وسوف يكون من الصعب على الاتحاد الأوروبي التوفيق بين الصراع بين الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، والصين، ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر مصدر للواردات.

وإلى جانب الأحداث السياسية والاقتصادية، فإن العالم أمام تحدي آخر والذي يتعلق بالتغيرات المناخية، فعدم القدرة على احتواء الانحباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية - وهو الالتزام الذي قطعته البلدان في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 - هو أحد أعراض فشل التعاون الدولي في مجال المناخ .

عام 2025.. وتحديات التغيرات المناخية

وقد أكد أحدث تقييم للأمم المتحدة أن العمل المناخي العالمي غير كاف على الإطلاق. وسوف تؤدي الخطط والسياسات الحالية إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية هذا القرن، مع عدم وجود أي احتمال للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى هدف 1.5 درجة مئوية. كما أن الحد الأقصى لاتفاقية باريس البالغ درجتين مئويتين معرض لخطر جسيم.

صورة تعبيرية للتغيرات المناخية 

إن شدة وتواتر موجات الحر الخطيرة والعواصف المدمرة والكوارث الأخرى ترتفع مع كل جزء من ارتفاع درجات الحرارة. ويقول العلماء إن ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية قد يعني أن العالم قد يمر بعدة نقاط لا عودة منها، وهو ما من شأنه أن يغير مناخ الكوكب بشكل كبير ويزيد من مستويات سطح البحر، بما في ذلك من خلال انهيار القمم الجليدية القطبية.

 فاتسم مؤتمر المناخ COP29 في باكو بأذربيجان هذا العام بالجدال والتناقضات. ففي حين توصل المفاوضون إلى اتفاق من شأنه أن يجعل الدول الأكثر ثراء تقدم ما لا يقل عن 300 مليار دولار سنويا بحلول عام 2035 لمساعدة الدول الأكثر فقرا في معركتها ضد تغير المناخ، وجدت العديد من التحليلات أن هذا المبلغ أقل بكثير من تريليونات الدولارات اللازمة لمساعدة البلدان الضعيفة التي سيتعين عليها تحمل الجفاف والفيضانات وارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف المتفاقمة.

تابع موقع تحيا مصر علي