حمص بين الانسحاب والتمركز: المعارك تقترب من قلب المدينة
ADVERTISEMENT
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام لم تدخل حتى الآن إلى داخل مدينة حمص، لكنها تتمركز في محيطها بعد تقدمها في عدد من القرى القريبة.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن الجيش السوري انسحب من وسط المدينة ويتمركز الآن على تخومها، مشيرًا إلى أن تعزيزات عسكرية ضخمة تم الدفع بها إلى المنطقة لمنع تقدم الفصائل.
ضربات جوية روسية واشتباكات في محيط حمص
أفادت التقارير بشن القوات الجوية الروسية غارات مكثفة على بلدة الدار الكبيرة في محيط حمص، حيث تركزت الضربات على مواقع تابعة للفصائل المسلحة.
في الوقت ذاته، أشار الجيش السوري إلى تنفيذ عمليات عسكرية مضادة في مناطق الدار الكبيرة، تلبيسة، والرستن، بدعم من سلاح الجو الروسي والسوري. وذكر الجيش أن العمليات أسفرت عن "مقتل العشرات من الإرهابيين"، وسط حالة من الذعر والارتباك بين صفوف المسلحين.
أهمية حمص الاستراتيجية: بين دمشق والساحل
تُعد مدينة حمص، التي تقع وسط سوريا، ذات أهمية استراتيجية كبيرة. فهي تربط بين العاصمة دمشق والساحل السوري، الذي يضم القواعد العسكرية الروسية في طرطوس وحميميم.
وفقًا لمدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، فإن سقوط حمص يعني فعليًا فصل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية إلى قسمين، ما قد يؤدي إلى انقطاع دمشق عن الساحل السوري.
الفصائل المسلحة تتقدم: من حلب إلى حماة ثم حمص
جاءت سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حلب الأسبوع الماضي كخطوة فارقة في الصراع السوري، أعقبتها سيطرة سريعة على مدينة حماة.
الآن، تتحرك الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام نحو حمص، حيث أعلنت يوم الجمعة سيطرتها على بلدتين شمالي المدينة، ما يشير إلى اقتراب المعارك من قلب حمص.
حمص: بوابة إلى دمشق؟
تبعد مدينة حمص حوالي 144 كيلومترًا شمال دمشق، ما يجعلها نقطة رئيسية على الطريق إلى العاصمة.
يشير محللون إلى أن استمرار تقدم الفصائل المسلحة نحو حمص قد يُهيئ الطريق لتوسيع العمليات العسكرية باتجاه دمشق، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للنظام السوري.
تصريحات متضاربة: الجيش السوري ينفي الانسحاب
رغم التقارير عن انسحاب وحدات الجيش السوري من داخل مدينة حمص، أصدر الجيش بيانًا رسميًا ينفي ذلك، مشيرًا إلى أنه "مستعد تمامًا لمواجهة أي هجوم إرهابي".
وأضاف البيان أن القوات السورية تواصل تنفيذ عمليات عسكرية مضادة في محيط حمص، مؤكدًا عزمها على استعادة السيطرة الكاملة على المناطق المحيطة.