تصعيد عسكري واسع في سوريا.. إغلاق طرق حلب وقصف إسرائيلي على حمص
ADVERTISEMENT
أغلق الجيش السوري اليوم السبت جميع الطرق المؤدية إلى مدينة حلب، وفقًا لتصريحات مصادر عسكرية لوكالة "رويترز"، يأتي هذا الإجراء ضمن تصعيد ميداني تشهده عدة مناطق في سوريا.
انفجارات في محيط مدينة حمص
وحدث دوي انفجارات في محيط مدينة حمص، تزامنًا مع قصف جوي إسرائيلي استهدف الشريط الحدودي السوري اللبناني، تحديدًا في منطقة القصير بريف حمص الغربي.
من جهة أخرى، كشفت مصادر عسكرية سورية لوكالة "رويترز" عن توقعات بوصول عتاد عسكري روسي جديد إلى قاعدة حميميم الجوية خلال الـ72 ساعة المقبلة.
وأشارت هذه المصادر إلى أن دمشق تلقت وعودًا من روسيا بمزيد من الدعم العسكري لمنع المسلحين من السيطرة على مدينة حلب.
التصدي لهجوم
وفي بيان صادر عن وزارة الدفاع السورية أمس الجمعة، أكدت القوات السورية استمرار التصدي لهجوم كبير تشنه الفصائل المسلحة في ريفي حلب وإدلب.
وأوضح البيان أن الهجوم يعتمد على استخدام الأسلحة الثقيلة والطيران المُسيّر، مدعومًا بمجموعات كبيرة من المسلحين.
الوضع في سوريا يتسم بتصعيد ميداني متزايد، مع تدخلات عسكرية خارجية واستمرار المعارك بين الجيش السوري والفصائل المسلحة، وسط دعم روسي متجدد للجيش السوري في مواجهة التهديدات.
هجوم على غرب سوريا من فصائل مسلحة
شنت هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة حليفة هجومًا واسعًا شمال غرب البلاد، أدى إلى قطع الطريق الدولي بين دمشق وحلب، أحد أهم الشرايين الحيوية في سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات التي اندلعت منذ الأربعاء أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، من بينهم 61 من الجيش السوري ومقاتلين حلفاء، إضافة إلى 182 مقاتلًا من المعارضة، بينهم 102 من هيئة تحرير الشام.
نزوح الآلاف وسط القصف الروسي والسوري
تزامن الهجوم مع قصف جوي مكثف من الطيران الروسي والسوري، حيث أفاد المرصد السوري بمقتل 19 مدنيًا، بينهم أطفال، نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت مناطق في ريفي إدلب وحلب.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم أطفال، نزحوا من منازلهم بسبب القتال العنيف.
السيطرة على مواقع استراتيجية
أعلنت الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام السيطرة على الفوج 46، أحد أكبر المواقع العسكرية التابعة للجيش السوري غرب حلب، إضافة إلى قرى ونقاط استراتيجية أخرى في ريفي إدلب وحلب.
وأشار مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، إلى أن الفصائل تمكنت من السيطرة على نحو 20 قرية، مما يقربها من حلب وسراقب، رغم أن الوصول الكامل إلى هذه المناطق لم يتحقق بعد.
رد الجيش السوري على الهجوم
في المقابل، أفادت وزارة الدفاع السورية أن الجيش تصدى لهجوم "هيئة تحرير الشام" وفصائل المعارضة الذي وُصف بأنه الأكبر منذ سنوات.
وقالت الوزارة إن الهجوم استهدف القرى والنقاط العسكرية في ريفي إدلب وحلب باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وذكرت مصادر عسكرية أن الجيش السوري قصف مواقع عدة للمسلحين في مناطق جنوب إدلب، أريحا، وسرمدا، إضافة إلى استهداف مدنيين فروا باتجاه الحدود التركية.
إيران تعلن مقتل قائد في الحرس الثوري
في تطور لافت، أكدت إيران مقتل العميد كيومرث بور هاشمي، أحد مستشاري الحرس الثوري الإيراني، في هجوم قرب مدينة حلب. ويُعد هاشمي أحد أبرز قادة الحرس الثوري الذين لعبوا أدوارًا مهمة في سوريا والعراق، ما يعكس أهمية المعركة الجارية وتأثيرها الإقليمي.
هذا الهجوم يمثل أول تقدم كبير لفصائل المعارضة منذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين روسيا وتركيا في مارس 2020، الذي أوقف المواجهات العسكرية في شمال غرب سوريا.
وتسيطر "هيئة تحرير الشام" مع فصائل أخرى على نحو نصف مساحة إدلب وأجزاء متاخمة من حلب واللاذقية وحماة. ويقول مراقبون إن هذا التقدم قد يعيد رسم خارطة السيطرة في الشمال السوري.
نزوح المدنيين ومعاناة إنسانية مستمرة
في خضم المعارك، يشهد الشمال السوري موجة نزوح جديدة، حيث فرّت مئات العائلات إلى المناطق الحدودية مع تركيا بحثًا عن الأمان.
وقال شهود عيان إن المناطق الحدودية أصبحت مكتظة بالعائلات النازحة التي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية في ظل استمرار القصف.