عاجل
الأحد 01 ديسمبر 2024 الموافق 29 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حلب في قبضة الفصائل المسلحة: ماذا يحدث في المدينة؟

حلب في قبضة الفصائل
حلب في قبضة الفصائل المسلحة

شهدت مدينة حلب تطورات دراماتيكية في الأيام الأخيرة، حيث أعلنت هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقًا باسم جبهة النصرة، سيطرتها على 75% من أحياء المدينة. الفصائل المسلحة فرضت حظر تجوال ليلي داخل المناطق التي سيطرت عليها، وأعلنت أن حلب ستتبع إداريًا لما تُعرف بـحكومة الإنقاذ، الذراع السياسية لهيئة تحرير الشام التي تدير إدلب وريفها.

التقدم دون مقاومة: السيطرة على أحياء المدينة

بدأت العملية العسكرية يوم الأربعاء، وتمكنت الفصائل المسلحة من السيطرة بسرعة على الأحياء الغربية من المدينة دون مقاومة تُذكر. وبحسب تقارير محلية، تقدمت هذه الفصائل نحو الأحياء الشرقية، حيث اشتبكت بشكل متقطع مع قوات الجيش السوري، قبل أن تفرض سيطرتها على قلعة حلب، أحد أبرز المعالم التاريخية للمدينة.

إغلاق مطار حلب الدولي وتعليق الرحلات

تزامنًا مع التقدم الميداني للفصائل المسلحة، أعلنت مصادر محلية إغلاق مطار حلب الدولي وإيقاف جميع الرحلات الجوية، ما يعكس تأثير هذه الأحداث على البنية التحتية الحيوية في المدينة.

توسع العمليات في ريفي إدلب وحلب

امتدت العمليات العسكرية للفصائل المسلحة إلى مناطق في ريفي إدلب وحلب، حيث سيطرت على قرى الشيخ إدريس، الريان، تل دبس، والكنايس. واستمرت الاشتباكات في محيط هذه القرى، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى من العسكريين والمدنيين. وبلغت حصيلة القتلى حتى الآن أكثر من 301 شخص منذ بدء العملية فجر يوم 27 نوفمبر.
 

خلفية السيطرة: تقدم سريع ونقص في القوات الحكومية

تأتي هذه السيطرة المفاجئة بعد سنوات من استعادة الجيش السوري لحلب بدعم من روسيا وإيران. ففي أواخر عام 2016، استعادت القوات الحكومية السيطرة الكاملة على المدينة بعد معارك شرسة وقصف مكثف استمر لعدة أشهر، ما أجبر مقاتلي المعارضة على الانسحاب.

لكن وفقًا للقيادي في المعارضة، مصطفى عبد الجابر، فإن التقدم السريع لهيئة تحرير الشام حاليًا يعود إلى نقص القوات المدعومة من إيران في المحافظة، ما أتاح للفصائل فرصة للتمدد والسيطرة دون مقاومة كبيرة.

الوضع الإنساني: المدنيون بين النزوح والمعاناة

تسببت الاشتباكات في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة، حيث نزح آلاف المدنيين من مناطق الاشتباك بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا. وأفادت منظمات محلية بأن المدنيين يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية مثل الغذاء والماء، وسط مخاوف من تصاعد العمليات العسكرية في الأيام المقبلة.

ردود الفعل الدولية: قلق ومطالب بضبط النفس

أثارت التطورات الأخيرة في حلب قلقًا دوليًا واسعًا. فقد دعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية المدنيين. بينما حثت بعض الدول الفاعلة في الملف السوري على ضرورة استئناف العملية السياسية لوقف تدهور الأوضاع في البلاد.

 

تابع موقع تحيا مصر علي