عاجل
السبت 30 نوفمبر 2024 الموافق 28 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

في ذكرى ميلاده.. قصة خلاف رياض السنباطي مع أم كلثوم

رياض السنباطي
رياض السنباطي

يُعد الموسيقار الراحل رياض السنباطي من أبرز أعلام الموسيقى العربية في القرن العشرين، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الأغنية العربية، حيث جمع بين الموهبة الفذة والإبداع المستمر، وفي هذه المناسبة، يستعرض موقع تحيا مصر أهم محطات مشواره الفني الذي أثمر عن العديد من الأعمال الخالدة.

بداية رياض السنباطي الفنية

وُلد رياض السنباطي في 30 نوفمبر 1906 في مدينة طنطا، وتربى في أسرة موسيقية ساعدت في تشكيل ذائقته الفنية، بدأ مشواره الفني في سن مبكرة من خلال دراسته للموسيقى وتطوير مهاراته العزفية. ولكن نجمه بدأ في البزوغ بعد لقائه بكوكب الشرق أم كلثوم في أواخر الثلاثينات. حيث كان السنباطي أحد الموسيقيين الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير الأغنية العربية، وتحديدًا من خلال تعاونه مع أم كلثوم التي كانت بداية لمشاركة فنية طويلة وعميقة.

رياض السنباطي 

تميز السنباطي بتطويره للألحان وتقديم أغانٍ تعد من أبرز أعمال أم كلثوم مثل "أنت عمري"، "مهر الحسن"، و"كيفك إنت". كما أضاف لمسة خاصة على الكثير من الأغاني التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا.

قصة خلاف رياض السنباطي مع أم كلثوم

لكن، ورغم التعاون الفني الطويل، حدث خلاف شهير بين رياض السنباطي وأم كلثوم حول إحدى أغانيه الشهيرة "يا طول عذابي". ففي أثناء التحضير لهذه الأغنية، اعترضت أم كلثوم على فقرة غنائية في اللحن، وطالبت بتغييرها، مشيرة إلى أن المقطع يُشبه لحنًا قد قدمه لها الموسيقار محمد القصبجي في وقت سابق. هذا الاعتراض أثار غضب السنباطي، حيث اعتبر أن طلب التغيير مساسًا بإبداعه، فرفض تمامًا تعديل المقطع كما طالبت "ثومة".

ونتيجة لهذا الخلاف، قرر السنباطي قطع علاقته المهنية مع أم كلثوم، وهو ما أحدث قطيعة دامت ثلاث سنوات، ورغم أن أم كلثوم كانت قد أثارت العديد من الأسئلة بشأن الاستمرار في التعاون مع السنباطي، إلا أن حبها الشديد لفنه وموهبته كان يصعب عليها الاستغناء عنه، لذلك، قررت البحث عن وسيلة لإصلاح العلاقة.

مصالحة رياض السنباطي وأم كلثوم 

في محاولة لعودة التعاون الفني بينهما، استعانت أم كلثوم بالشاعر أحمد رامي كوسيط بين الطرفين. ونجح أحمد رامي في تقريب وجهات النظر بين السنباطي وكوكب الشرق، حيث تمكن من إعادة المياه إلى مجاريها وعودة التعاون الفني بينهما، ليواصل السنباطي تقديم أجمل ألحانه لأم كلثوم بعد فترة القطيعة.

تُعتبر تجربة رياض السنباطي مع أم كلثوم من أبرز المحطات في تاريخ الموسيقى العربية، ورغم الخلاف الذي كان يعكس قوة شخصيات الفنانين، إلا أن السنباطي ظل دائمًا رمزًا للإبداع الموسيقي، ليظل اسمه مرتبطًا بأهم أغاني القرن العشرين التي أثرت في الأجيال المتعاقبة.

تابع موقع تحيا مصر علي