عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024 الموافق 14 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

دراسة جديدة تكشف عن خطر خفي في التوابل المستخدمة يوميًا

التوابل
التوابل

لقد أصبح الكركم، أو الكزبرة، وهو من التوابل الأساسية في المطبخ في جنوب آسيا، محل تدقيق بعد أن كشفت أبحاث جديدة عن مستويات مثيرة للقلق من تلوث الرصاص في العينات التي تم جمعها من الهند ونيبال وباكستان.

 وتسلط دراسة حديثة نشرت في مجلة *Science of The Total Environment* الضوء على وجود تركيزات من الرصاص تتجاوز بكثير الحدود الآمنة، مما يشكل مخاطر صحية كبيرة، وخاصة بالنسبة للأطفال، وتثير النتائج تساؤلات حول سلامة هذه التوابل المستخدمة بشكل شائع وتدعو إلى تدخل تنظيمي عاجل لحماية المستهلك حسب ما رصد موقع تحيا مصر.

اكتشاف الرصاص في الكركم

وقد حللت الدراسة عينات من الكركم من 23 مدينة في مختلف أنحاء جنوب آسيا، وكشفت أن 14% من هذه العينات كانت تحتوي على مستويات من الرصاص تتجاوز 2 ميكروجرام لكل جرام. وفي بعض الحالات، وصلت هذه المستويات إلى أكثر من 1000 ميكروجرام لكل جرام - وهو تناقض صارخ مع الحد الأقصى البالغ 10 ميكروجرام لكل جرام الذي حددته هيئة سلامة الأغذية والمعايير في الهند (FSSAI) باعتباره الحد الآمن للرصاص في الكركم.

 والجدير بالذكر أن بعض المدن سجلت مستويات من الرصاص تجاوزت هذا الحد بكثير، حيث أظهرت مدينة باتنا في الهند مستوى مثير للقلق بلغ 2274 ميكروجرام لكل جرام ومدينة جواهاتي 127 ميكروجرام لكل جرام.

وقد وجد أن تلوث الرصاص كان أعلى في جذور الكركم المصقولة والمساحيق السائبة، والتي غالبًا ما تكون غير خاضعة للرقابة ولا تخضع لمراقبة الجودة. وأظهرت منتجات الكركم المعبأة والمُصنّعة عمومًا مستويات تلوث أقل، مما يشير إلى أن أشكال الكركم السائبة والأقل تنظيمًا قد تكون أكثر عرضة للتعرض للرصاص.

إن التعرض للرصاص، حتى عند مستويات منخفضة، يمكن أن يكون له آثار خطيرة على صحة الإنسان، وخاصة عند الأطفال. وقد سلط باحثون من جامعة ستانفورد ومنظمة Pure Earth، وهي منظمة غير ربحية تركز على الحد من التلوث، الضوء على المخاطر المحتملة التي يشكلها الرصاص من خلال محاكاة الكالسيوم في الجسم والتراكم في العظام. وعند استهلاكه بمرور الوقت، يمكن أن يتداخل الرصاص مع وظائف الجسم الأساسية، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.

بالنسبة للأطفال، ارتبط التعرض للرصاص بتأخر النمو، وضعف الإدراك، ومشاكل السلوك. تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين تصل مستويات الرصاص في دمهم إلى 3.5 ميكروجرام/ديسيلتر قد يعانون من انخفاض الوظائف الإدراكية وصعوبات التعلم. 

ونظرًا لأن الكركم غالبًا ما يتم دمجه في الأنظمة الغذائية اليومية، وخاصة في الأسر التي لديها أطفال صغار، فإن هذه النتائج تؤكد المخاطر المرتبطة بالتعرض المزمن للرصاص من مصادر غذائية.

ويبدو أن مشكلة التلوث تنبع من استخدام كرومات الرصاص، وهي صبغة صفراء تضاف عادة إلى الكركم لتعزيز لونه. وكرومات الرصاص، التي تستخدم عادة في التطبيقات الصناعية مثل الطلاء، سامة عند تناولها، وقد تم حظرها كمضاف غذائي.

 وفي بعض بلدان جنوب آسيا، تُعَد إضافة كرومات الرصاص إلى الكركم ممارسة راسخة تهدف إلى تحسين مظهر جذور الكركم منخفضة الجودة.

 وتجعل المادة المضافة التي تحتوي على الرصاص الكركم يبدو أكثر حيوية وجاذبية، ولكن العواقب الصحية وخيمة.

تابع موقع تحيا مصر علي