مظاهرات غاضبة تجتاح تل أبيب بعد إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي
ADVERTISEMENT
شهدت شوارع تل أبيب، مساء الثلاثاء، تظاهرات حاشدة عقب قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقالة وزير الدفاع يوآف جالانت. ويأتي هذا القرار في خضم خلافات متزايدة حول إدارة الحرب مع غزة، مما أشعل غضبًا شعبيًا واسعًا ضد نتنياهو، وأدى إلى خروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع مطالبين بإيقاف الحرب واستقالة رئيس الوزراء.
احتجاجات غير مسبوقة.. غضب شعبي عارم
في أعقاب إعلان الإقالة، تجمّع مئات المحتجين في تل أبيب، وأغلقوا بعض الطرقات الرئيسية وسط المدينة، مرددين شعارات مناهضة للحكومة ولنتنياهو شخصيًا. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء القتال المستمر مع حركة حماس في قطاع غزة، معتبرين أن نتنياهو بات يتخذ قرارات تهدد أمن البلاد وتفاقم الوضع الأمني والسياسي.
وقد وصفت وكالات الأنباء المحلية والدولية أجواء الاحتجاجات بالمتوترة، وسط تعزيزات أمنية كبيرة. وهتف المحتجون بشعارات ضد "القرارات الأحادية" التي يتخذها نتنياهو، محذرين من أن سياسته تقود إسرائيل نحو مزيد من العنف والفوضى.
أسباب الإقالة وخلافات طويلة الأمد
تعود أسباب الإقالة، بحسب بيان مكتب نتنياهو، إلى "أزمة ثقة" متزايدة بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع جالانت، حيث يشهد الاثنان خلافات كبيرة حول أهداف الحرب واستراتيجية إدارتها. وقد أعلن نتنياهو أن الخلافات أصبحت معروفة للأعداء وتستغلها حركة حماس، مما دفعه إلى اتخاذ قرار بإقالة جالانت وتعيين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرًا للدفاع بدلاً منه.
تعود جذور الخلاف بين نتنياهو وجالانت إلى تصريحات الأخير التي أبدى فيها دعمه لفكرة هدنة مع حماس، معتبرًا أن التوصل إلى اتفاق مع الحركة قد يسهم في تحسين الوضع الأمني، خاصةً في ظل وجود عشرات الرهائن المحتجزين في غزة. وقد أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة داخل حكومة نتنياهو، خاصة من الأعضاء المتشددين الذين يرون أن الحل الأمثل هو القضاء الكامل على حماس كقوة حاكمة وعسكرية.
احتجاجات تل أبيب.. مطالب بوقف الحرب واستقالة نتنياهو
مع استمرار التصعيد، تجددت الاحتجاجات في إسرائيل، حيث خرج الآلاف في تظاهرات تطالب بوقف الحرب على غزة. ورفعت لافتات مكتوب عليها "كفى للحرب" و"لا للقرارات الأحادية"، فيما حث المتظاهرون الحكومة على إنهاء القتال والسعي إلى حلول سلمية، محذرين من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى مزيد من النزوح والمآسي على الجانبين.
تصاعد الغضب الشعبي وأصداء الإقالة دوليًا
وأثارت إقالة جالانت صدى واسعًا في الأوساط الدولية، حيث وصفت وزارة الدفاع الأمريكية جالانت بأنه كان "شريكاً موثوقاً" للولايات المتحدة، وأكدت على التزامها بمواصلة التعاون مع الوزير الجديد. وجاء في بيان صادر عن البنتاغون: "التزام أمريكا بأمن إسرائيل لا يزال ثابتاً، وسنواصل العمل عن كثب مع القيادة الجديدة في وزارة الدفاع الإسرائيلية."
وفي أول تعليق له، صرّح جالانت بأنه يعتبر أمن إسرائيل أولويته القصوى، مؤكدًا أنه "لن يتوانى عن متابعة القضايا الأمنية حتى بعد مغادرته للمنصب."
خلافات داخلية تُعمّق الأزمة السياسية
يُعد قرار إقالة جالانت خطوة غير معتادة في تاريخ إسرائيل، حيث يعكس الانقسام الداخلي الحاد داخل الائتلاف الحاكم، بالإضافة إلى تفاقم الضغوط الشعبية على حكومة نتنياهو. وبينما يصعّد رئيس الوزراء من لهجته حول ضرورة "تحقيق نصر كامل" في غزة، يرى بعض القادة العسكريين والمحللين أن تلك الأهداف قد تكون صعبة التحقيق على أرض الواقع.
وكان جالانت من أبرز الأصوات التي طالبت بتقييم الأوضاع العسكرية والسياسية بواقعية، وهو ما أكسبه احترام شريحة واسعة من الرأي العام الذي يرى أن حل الأزمة يجب أن يكون عبر الحوار، لا من خلال تصعيد الصراع.