الرياض تستضيف أولى جلسات التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين
ADVERTISEMENT
تبدأ اليوم في الرياض أولى جلسات التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، في خطوة تعكس الدور القيادي الذي تسعى المملكة العربية السعودية إلى لعبه لتحقيق السلام في المنطقة. يهدف التحالف إلى ترجمة رؤية إنشاء دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل، وذلك بما يتماشى مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الذي أكد في سبتمبر 2024 أن تنفيذ حل الدولتين يمثل "الحل الأمثل لإنهاء الصراع الإقليمي وكسر دائرة المعاناة".
دعم سعودي للسلام الإقليمي عبر تحالف دولي واسع
افتتح الأمير فيصل بن فرحان الجلسة الأولى للتحالف بكلمة ترحيبية، أكد فيها أن حل الدولتين هو المفتاح لتحقيق الأمن والتعايش في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل، ويمهد الطريق لواقع جديد تنعم فيه الدول بالاستقرار والازدهار.
وأشار بن فرحان إلى أن التحرك السعودي يعكس التزام المملكة بتعزيز الحلول السلمية ودعم جهود الأمم المتحدة لتحقيق تسوية دائمة للقضية الفلسطينية. وأوضح أن رؤية السعودية تتماشى مع أهدافها الاستراتيجية التي تسعى لتحقيقها ضمن رؤية 2030.
مشاركة دولية واسعة وتركيز على التوازن الإقليمي
يحظى الاجتماع بمشاركة ممثلين عن الدول العربية مثل البحرين، الأردن، قطر، مصر، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأوروبي، وتركيا، ونيجيريا، وإندونيسيا. وتأتي هذه المشاركة لتؤكد الاهتمام الدولي بتحقيق السلام في المنطقة، رغم غياب الولايات المتحدة عن الاجتماع.
وعلّق فواز كاسب العنزي، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، قائلاً:
"استضافة الرياض لهذا الاجتماع يعكس تحولًا مهمًا في السياسة الإقليمية والدولية، ويُظهر حرص السعودية على تعزيز دورها كقوة دبلوماسية فعالة في قيادة جهود السلام."
وأضاف العنزي أن غياب الولايات المتحدة لا يعني بالضرورة فشل التحالف، بل قد يفتح المجال أمام الدول الأوروبية والإقليمية لتعزيز تحالفاتها مع السعودية، بما يخدم استقرار المنطقة ويُعيد رسم توازن القوى.
غياب أمريكا وحضور مؤثر للدول الإقليمية
يشير مراقبون إلى أن غياب الولايات المتحدة عن هذا الاجتماع قد يكون جزءًا من تغييرات في الديناميكيات الدولية، حيث بدأت السعودية تنسج تحالفات استراتيجية جديدة مع شركاء دوليين. كما تعكس استضافة الرياض للاجتماع رغبة المملكة في تعزيز التوازن الإقليمي وإيجاد حلول تسهم في خفض التوترات، بما في ذلك الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية.
وأوضح العنزي أن السعودية تسعى لتحييد الأزمات من خلال إقامة شبكة تحالفات متوازنة، مستفيدة من قوتها السياسية والاقتصادية لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.
جهود متواصلة لتعزيز التعاون الدولي وحل الأزمة في غزة
أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إلى أن إطلاق التحالف العالمي من الرياض يشكل "فرصة ذهبية" لإنهاء الحرب في غزة والسعي إلى تحقيق حل الدولتين. كما أكد بوريل أهمية تحويل التصريحات إلى أفعال ملموسة لدعم السلام، بما في ذلك تحرير الرهائن وفك الحصار عن غزة.
وأعلن بوريل أن لجان التحالف ستعقد اجتماعات متابعة في بروكسل والقاهرة وعمّان وإسطنبول وأوسلو للبحث في سبل تنفيذ حل الدولتين ومعالجة الأوضاع في غزة.
السلام بين السعودية وإسرائيل: تطبيع مشروط بالالتزام بالملف الفلسطيني
أكد المحاضر في مركز الدبلوماسية العامة في إسرائيل، جولان برهوم، أن إسرائيل تسعى إلى تطبيع العلاقات مع السعودية، مشيرًا إلى أن هذا التطبيع يجب أن يأخذ في الاعتبار التزام المملكة بدعم الملف الفلسطيني
وقال برهوم:
"اتفاقيات السلام مع مصر والأردن لم تؤد إلى قيام دولة فلسطينية، لكنهما ما زالا ملتزمين بالملف الفلسطيني. يمكن أن ينطبق الأمر نفسه على السعودية."
كما أشار إلى أن إقامة دولة فلسطينية قد تثير مخاوف بعض الدول الإقليمية، حيث يعتبر البعض أن هذا التطور قد يعزز من نفوذ إيران في المنطقة.
السعودية تراهن على رؤية استراتيجية شاملة للسلام
في تعليق له، قال الأمير محمد بن سلمان، خلال جلسة لمجلس الوزراء السعودي:
"نتطلع إلى أن يحقق الاجتماع رفيع المستوى للتحالف العالمي في الرياض خطوات عملية لدعم جهود السلام، وتجسيد رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة."
تعكس هذه التصريحات التزام السعودية بقيادة جهود السلام عبر إقامة تحالفات متوازنة، بما يعزز من دورها في توجيه الأجندة الإقليمية نحو تحقيق الاستقرار والتنمية. ويرى الخبراء أن السعودية تراهن على شبكة علاقات جديدة لإيجاد حلول للصراعات الإقليمية، بما يتماشى مع رؤيتها الواقعية للعلاقات الدولية التي تركز على تحقيق الأمن القومي والمصالح الاستراتيجية.
هل يحقق التحالف العالمي حل الدولتين؟
يقول الخبراء إن التزام السعودية بتحقيق حل الدولتين يعكس إصرارًا على إيجاد حلول دائمة للأزمات الإقليمية. ويرى بعض المحللين أن نجاح التحالف يتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وفي حال نجاح جهود التحالف، فإن ذلك قد يفتح الباب لخفض التصعيد في قضايا أخرى مثل العلاقات الإيرانية الإسرائيلية، إلى جانب تأثيره الإيجابي على الأوضاع في اليمن، وفق ما أشار إليه محللون.