عاجل
الأحد 27 أكتوبر 2024 الموافق 24 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحليل|«الخيار شمشون عقيدة الدولة العبرية».. لماذا لم تضرب إسرائيل حتى الآن المنشآت النووية الإيرانية؟

إيران - إسرائيل (صورة
إيران - إسرائيل (صورة تعبيرية)

شنت إسرائيل أمس السبت، هجوم باستخدام 100 طائرة ومسيرة ضد مواقع عسكرية في إيران، وجاء ذلك الهجوم بعد مرور أكثر من أسبوعين على ضربات شنتها إيران استهدف 3 مواقع عسكرية داخل إسرائيل وتدمير 3 مقاتلات من طراز  F-35، انتقاماً من سياسة الاغتيالات التى قامت بها تل أبيب واستهدفت كبار القيادات سواء كان في حركة حماس أو حزب الله. 

التسلسل الزمني للانتقام الإسرائيلي

ومتابعة لتسلسل الزمني للرد الإسرائيلي، فلم يأتي سريعاً وإنما جاء بعد تنسيق وترتيب مع الولايات المتحدة، كما جاء بعد أيام قليلة من تسريب وثائق سرية للبنتاجون يكشف عن مخطط إسرائيل للهجوم على إيران، وتزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل وعدد من دول المنطقة شملت السعودية، والأردن، و قطر إلى جانل إجراء بلينكن مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. 

مقاتلة إسرائيلية

الخيار شمشون سياسة الدولة العبرية لم يحن وقتها!

الولايات المتحدة أكدت مراراً وتكراراً أنها ضد أي عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية أو النفطية، ويبدو أنه رغم التصريحات التى أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تل أبيب ستتصرف وفق مصالحها، إلا أنها رضخت في النهاية للضغوط الأمريكية ولم تستهدف المنشآت العسكرية الحيوية، واكتفت باستهداف مواقع لكن يبدو كانت لها تأثير رغم تقليل طهران من حجم الأضرار. 

أمس بعد ساعات من الهجوم الإسرائيلي كشفت تقارير عبرية أن إسرائيل أعلمت إيران بالمواقع التى ستستهدفها والأخرى التى لن تستهدفها عبر طرف ثالث، وهي سياسة تعكس رغم العداء العلني بين الدولتين، إلا أنهم لا يسعان إلى حرب مباشرة، والردود تكون محسوبة لها، ورغم التهديدات الإسرائيلية بتدمير البرنامج النووي الإيراني إلا أنها لا تقوم بمهاجمته عسكرية، ويبدو أن الخيار شمشون وهدم المعبد بما فيه كما جاء في العهد القديم "التوراه"في (سفر القضاة)  لم يحن وقته الآن. وذلك:" عندما قام شمشون بدفع أعمدة معبد الإله الأشوري داجون الذي كان يعبده الفلسطينيين ما أدى إلى سقوط السقف فقتل نفسه مع آلاف الفلسطينيين الذين كانوا قد أسروه". فتدمير المنشآت النووية الإيرانية سيكون بمثابة القشة التى قسمت ظهر إسرائيل والانتقام الإيراني سيكون مختلف هذه المرة!

لماذا لم تستهدف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية..؟

صحيفة  Jerusalem Post العبرية، نشرت تقرير اطلعنا عليه تعدد الأسباب وراء عدم استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية، حيث أشارت إلى أنه خلال الهجوم الإسرائيلي تم استهداف أكثر من اثني عشر هدفًا عسكريًا حساسًا في عدد من في جميع أنحاء إيران، وكانت المنشآت النووية خارج بنك الأهداف.

وأوضحت أن القوات الجوية الإسرائيلية، قامت بتدمير بطاريات الدفاع الجوي والرادارات في سوريا والعراق وإيران نفسها لتمهيد الطريق للطائرات المهاجمة. بعبارة أخرى، أصبحت إيران مكشوفة تماما. ويقال إن بعض هذه البطاريات كانت من أحدث صواريخ إس-300 الروسية.

وأشارت إلى أن روسيا، المتورطة في أوكرانيا،  لن تتمكن من تجديد مخزوناتها بسرعة. وإذا هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مرة واحدة ــ وأفسح المجال لهجوم ــ فإنه قادر على تكرار ذلك مرة أخرى. ومن الواضح أن الإيرانيين يدركون هذا أيضاً، وهو ما سيؤثر بالتأكيد على قراراتهم بشأن كيفية الرد، وما إذا كانوا سيستجيبون. وإذا كان سلاح الجو الإسرائيلي قادرا على ضرب مواقع عسكرية إيرانية حساسة، عندما كانت إيران تمتلك دفاعات مضادة للطائرات تعمل، فكم سيكون قادرا على فعل ذلك الآن مع تخفيض مستوى تلك الدفاعات.

وزعمت الصحيفة العبرية إن:" ما يعنيه هذا كله هو أن مجرد عدم قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية الآن لا يعني أنها لن تفعل ذلك في المستقبل فقد أدركت إيران، وكل دول المنطقة، الآن قدرات إسرائيل".

والمواقع التى استهدفتها إسرائيل شملت مصنع ينتج أجزاء أساسية للصواريخ الباليستية، وقاذفات الصواريخ الباليستية، ومصانع الطائرات بدون طيار - إلا أنه يبدو أن الأهداف تم اختيارها بعناية مع وضع عدد من الأهداف في الاعتبار.

وأوضح التقرير في تحليله للهجوم الإسرائيلي، أن الهدف من هذه الهجمات هو توجيه ضربة للقدرات العسكرية الإيرانية والحد من قدرتها على إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل. ورغم أن البلاد تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية ، إلا أنها ليست غير محدودة، وإذا كانت غير قادرة على إنتاج مكون حاسم بسبب الهجوم، فسوف تضطر إلى الأخذ في الاعتبار القدرة المحدودة في قرارها بشأن كيفية الرد.

إسرائيل تخشي لعنة البيت الأبيض

أما الهدف الثاني فوجهت إسرائيل هذه الضربة وأرسلت هذه الرسالة مع الأخذ في الاعتبار مخاوف الولايات المتحدة. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية بعد أسبوع واحد فقط، كان لزاماً علىها أن تزن مدى تأثير ردها على الانتخابات  والأهم من ذلك مدى تأثيره على سياسات أي شخص يفوز في الانتخابات، وقد يلقي الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيراني ترحاب من قبل دونالد ترامب، إلا أنه من المؤكد سيكون الوضع مختلف لدى منافسته كامالا هاريس، لذلك كانت إسرائيل لا تريد المقامرة على من سيفوز، بل تصرفت بطريقة لا تغضب أحد المرشحين وإنما بطريقة مقبولة للطرفين.

تابع موقع تحيا مصر علي