20 قتيلاً في غزة.. وتصعيد إسرائيلي يفاقم الأزمة الإنسانية في الشمال
ADVERTISEMENT
لقي 20 فلسطينيًا مصرعهم في ضربات جوية إسرائيلية مكثفة على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، الأربعاء، وفقًا لمسعفين وسكان محليين. تأتي هذه الهجمات ضمن حملة عسكرية بدأت قبل ثلاثة أسابيع، حيث تستهدف إسرائيل مناطق شمال القطاع لمحاولة منع مقاتلي حركة حماس من إعادة تنظيم صفوفهم.
وبعد اغتيال يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس، زادت إسرائيل من الضغط العسكري شمال القطاع، فيما أكدت أنها تسعى لتحقيق أهداف أمنية متعددة قبل التفكير في التوصل إلى هدنة.
أزمة إنسانية خانقة مع حصار المستشفيات والملاجئ
فرضت القوات الإسرائيلية حصارًا مشددًا على مستشفيات وملاجئ النازحين في شمال غزة، مما أجبر المدنيين على الفرار جنوبًا. ومع تصاعد القصف، توقفت المستشفيات عن تقديم الخدمات الحيوية بسبب نقص الأدوية وأكياس الدم، في حين أكدت منظمات طبية أن الفرق الطبية لا تستطيع الوصول إلى الجثث المنتشرة في الشوارع بسبب القصف المستمر.
الأمم المتحدة بدورها أعلنت أن أحد موظفيها قُتل خلال غارة استهدفت مركبة تابعة للأونروا في دير البلح، فيما قُتل أيضًا موظفان من بلدية غزة وأصيب آخرون في هجمات مماثلة.
شلل قطاع الصحة وتعطيل حملة تطعيم الأطفال
أعلنت وزارة الصحة في غزة عن إلغاء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال كانت مقررة في شمال القطاع، نظرًا للنزوح الجماعي وانعدام القدرة على الوصول إلى المناطق المستهدفة. وقال مجدي ضهير، رئيس اللجنة الفنية للحملة، إن 120 ألف طفل في مدينة غزة وشمال القطاع لم يتمكنوا من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح بسبب العمليات العسكرية والحصار المفروض على المنطقة.
الدور الأميركي والدعوات الدولية للتهدئة
زار أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، إسرائيل ثم توجه إلى السعودية، في محاولة لحشد التأييد لوقف إطلاق النار في غزة. تأتي هذه الجهود كأول تحرك أميركي كبير بعد مقتل السنوار، وسط انتقادات دولية لإسرائيل بسبب الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
ورغم تصريحات إسرائيل بأنها تسمح بدخول عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات إلى شمال غزة، أكد مسعفون أن الإمدادات لم تصل إلى المناطق الأكثر تضررًا. يأتي ذلك في وقت نزح فيه 2.3 مليون نسمة عدة مرات منذ بدء الهجمات، في واحدة من أكبر أزمات النزوح التي شهدها القطاع.
ارتفاع حصيلة القتلى وسط استمرار العمليات العسكرية
منذ بدء الهجمات الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين إلى 43 ألف قتيل، وفق إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية. فيما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في مخيم جباليا شمال القطاع، حيث أعلنت إرسال وحدة عسكرية إضافية لمحاصرة الملاجئ واعتقال عدد كبير من الرجال.
في ظل هذا التصعيد، يواجه المدنيون خطرًا متزايدًا، إذ تقول إسرائيل إن مقاتلي حماس يعيدون تنظيم صفوفهم في المناطق التي تعرضت سابقًا للقصف.
هل تنجح الجهود الدولية في وقف التصعيد؟
تأتي هذه الجولة من العمليات الإسرائيلية مع ضغوط دولية متزايدة لوقف إطلاق النار. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 نوفمبر، قد تشكل هذه الجهود فرصة لتغيير الموقف الأميركي. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهداف عسكرية محددة قبل التفكير في أي هدنة، مما يجعل إنهاء التصعيد في المدى القريب أمرًا غير مؤكد.