«الانتقام المرتقب».. مصادر أمريكية تكشف موعد رد إسرائيل على الهجوم الإيراني
ADVERTISEMENT
في أول أكتوبر الجاري، أطلقت إيران نحو 200 صاروخ باليستي استهدف عمق الدولة العبرية، وجاء الهجوم رداً على عمليات الاغتيال التي قامت بها إسرائيل واستهدفت خلالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في يوليو، ولم يمر شهرين حتى نفذت هجوم مماثل واغتالت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في 27 سبتمبر الماضي.
الهجوم الإيراني والرد الإسرائيلي المتأرجح
عودة للأحداث، الهجوم الإيراني الأخير الذي استهدف عمق إسرائيل هو الثاني منذ بداية حرب غزة، وهو يمثل مرحلة جديدة في تاريخ الصراع بين الدولتين إذا أن حرب الظل وتنفيذ هجمات سرية أو استعانة بوكلاء كما تفعل طهران هو ما يطغي على طبيعة الصراع بين البلدين، ليدخل فصل جديد من الصراع خلال الحرب المستعرة في غزة وتتحول إلى مواجهة “مباشرة” بين الطرفين.
فالهجوم الأول الذي شنته إيران على إسرائيل خلال حرب غزة كان في 14 أبريل الماضي، والذي جاء رداً على الضربة التي شنتها الدولة العبرية واستهدفت القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق ما أدى إلى مقتل قيادات عسكرية في الحرس الثوري، وبعد أيام تحديداً في 19 أبريل شنت إسرائيل هجوم مماثل استهدف محافظة أصفهان بإيران، الهجوم بين الجانبين على أرض الواقع لم يحدث أضرار بالغة رغم التغطية الإعلامية والحديث كما وأن البلدين على حافة الحرب والمواجهة المباشرة وهو ما لايريده الجانبين!
ما يختلف في الهجوم الثاني الذي شنته إيران ضد إسرائيل في أكتوبر الجاري هو توقيت الضربة، إذ شنت طهران هجوم بعد مرور شهرين من اغتيال هنية و 3 أيام من مقتل نصر الله، وهو على ما يبدو نفس النهج الذي تتبعه إسرائيل الآن للرد على طهران وتأخير في الرد لاعتبارات معينة، ففي الضربة الأولى كان هناك فعل ورد فعل سريع، أما في الضربة الثانية فهناك فعل رد ورد فعل متأخر بين الجانبين ولعل ذلك ما زاد من فرصة وضع سيناريوهات وتعدد الأحاديث حول موعد الرد الإيراني وهل سيأتي قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية أم بعدها..؟!!
رد إسرائيل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية
فشبكة CNN كشفت نقلاً عن مصادر أمريكية أن من المتوقع أن ترد إسرائيل على إيران قبل موعد الانتخابات الرئاسية المقرر أن تتم في 5 نوفمبر المقبل.
وواجه الرئيس جو بايدن ، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، ضغوطًا من التقدميين بسبب تعاملهما مع الموقف. وفي الوقت نفسه، اتهم الجمهوريون، بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب، الإدارة بإفساد الأزمة، وإرسال العالم إلى حالة من الفوضى.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، بدأت الإدارة الأميركية في ممارسة ضغوط جديدة على إسرائيل لتحسين الظروف الإنسانية داخل غزة. وفي رسالة صارمة كُشِف عنها هذا الأسبوع ، حذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن إسرائيل من أن الفشل في تسليم المزيد من المساعدات للقطاع قد يؤدي إلى قطع المساعدات العسكرية. وجاء التحذير في نفس الأسبوع الذي وصل فيه نظام دفاع جوي أمريكي متقدم إلى إسرائيل للدفاع ضد الهجمات الإيرانية.
و تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط لاسيما في قطاع غزة وتعامل إدارة بايدن مع هذه الأزمة، تؤثر بشكل كبير على صوت الناخبين، حيث أثرت هذه الأحداث على فوز هاريس بولاية ميشيغان، وهي ولاية ذات تركيز كبير من الناخبين الأميركيين من أصل عربي.
ووفقاً لتقييمات بعض المسؤولين الأميركيين، فإن نتنياهو يدرك تمام كيف يمكن لضربة مضادة محتملة أن تعيد تشكيل السباق الرئاسي،
ولم يحاول بايدن، في أعقاب الهجوم الصاروخي الإيراني في وقت سابق من هذا الشهر، ثني نتنياهو عن الرد بقوة. ولكن في ظل إدراكه لاحتمالات اندلاع حرب شاملة أو ارتفاع أسعار النفط في السباق الرئاسي، عمل هو وفريقه على تشجيع الانتقام المدروس.
والأسبوع الماضي، أبلغ نتنياهو بايدن أن إسرائيل لا تنوي استهداف المواقع النووية أو النفطية الإيرانية خلال هذه الجولة من الانتقام.
وفي مقابل ذلك قال مكتب نتنياهو في بيان: "نحن نستمع إلى آراء الولايات المتحدة، لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصالحنا الوطنية"، وهو مؤشر على أنه على الرغم من أي تأكيدات قدمها لبايدن، فإن نطاق رد إسرائيل قد يكون مختلفًا عما شجعه البيت الأبيض.
ورغم كثرة السيناريوهات فلا يعرف حتى الآن عما إذا كانت ستقتصر إسرائيل على الاستهداف المادي للأصول العسكرية أم ستشمل أيضًا عنصر الحرب السيبرانية. حيث تأمل إدارة بايدن في تجنب اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.