عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إيطاليا توقف دعمها العسكري لإسرائيل احتجاجًا على الهجمات ضد قوات حفظ السلام

رئيسة الوزراء الإيطالية
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني

في خطوة جريئة تعكس موقفًا حاسمًا من التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الثلاثاء، أمام البرلمان الإيطالي عن قرار تجميد توريد الأسلحة إلى إسرائيل. جاء هذا القرار بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على موقع تابع لقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل" في جنوب لبنان، والذي أسفر عن إصابة خمسة من جنود القوة الدولية.

القرار الإيطالي: رسالة قوية إلى إسرائيل والعالم

أشارت ميلوني في خطابها إلى أن بلادها لا يمكنها التسامح مع الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام الأممية، والتي تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار في منطقة متوترة مثل جنوب لبنان. وأضافت أن القرار الإيطالي جاء بعد دراسة معمقة للوضع، مؤكدة أن توريد الأسلحة لإسرائيل لن يستأنف إلا بعد إجراء تحقيق شامل وتقديم ضمانات بعدم تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلاً.

الدعم الدولي لليونيفيل: تنديد عالمي بالتصعيد الإسرائيلي

منذ وقوع الهجوم، سارعت أكثر من 40 دولة إلى إدانة الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل، داعية إلى ضرورة حماية عناصر القوة الدولية المنتشرة في جنوب لبنان. وتضمنت هذه الدول العديد من الدول الأوروبية الكبرى، إلى جانب الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، التي أكدت دعمها الكامل لمهمة حفظ السلام الأممية. وطالبت الدول المعنية بضرورة فتح تحقيق مستقل في الحادث ومحاسبة المسؤولين.

مجلس الأمن يعرب عن قلقه ويدعو إلى ضبط النفس

من جهته، عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه العميق إزاء الهجمات على مواقع اليونيفيل، مشيرًا إلى أن مثل هذه الحوادث تقوض جهود حفظ السلام والاستقرار في منطقة مضطربة. وفي بيان أصدره المجلس، حث جميع الأطراف المعنية على احترام سلامة وأمن القوات الأممية، ودعا إلى التزام الأطراف المتورطة بالاتفاقيات الدولية التي تنص على حماية قوات حفظ السلام.

ورغم أن البيان لم يذكر إسرائيل بشكل مباشر، إلا أن التحذيرات كانت واضحة تجاه التصعيد العسكري الذي يمكن أن يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الساحة الإقليمية والدولية.
 

اليونيفيل: ضحية الصراع بين إسرائيل وحزب الله

لطالما كانت منطقة جنوب لبنان نقطة ساخنة للصراعات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. وتُعتبر قوات اليونيفيل، التي تأسست في عام 1978، إحدى أهم الأدوات التي تعتمد عليها الأمم المتحدة لضمان الاستقرار في هذه المنطقة الحساسة. مهام اليونيفيل تشمل مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، ودعم الجيش اللبناني في تأمين المنطقة، بالإضافة إلى حماية المدنيين.

لكن هذه القوات تتعرض بشكل مستمر للخطر، نتيجة التوترات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، وتزايد الاشتباكات الحدودية التي تهدد بانفجار الوضع في أي لحظة. الهجوم الأخير يعيد تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في جنوب لبنان، وأهمية حماية قوات حفظ السلام التي تقوم بمهام صعبة في بيئة معقدة.

دور إيطاليا في اليونيفيل: من التزام بالحفاظ على السلام إلى مواجهة التصعيد

إيطاليا تُعد من بين أكبر المساهمين في قوات اليونيفيل، حيث تتواجد قواتها بشكل ملحوظ في جنوب لبنان. ويأتي قرار تجميد توريد الأسلحة إلى إسرائيل كرسالة واضحة من الحكومة الإيطالية برئاسة ميلوني بأن بلادها لن تتسامح مع التصعيد الذي يهدد حياة الجنود الدوليين.

وقد أشار مراقبون إلى أن هذا القرار الإيطالي قد يكون جزءًا من محاولة أوسع لحث الأطراف المعنية في الصراع الإسرائيلي اللبناني على التحلي بالمسؤولية والالتزام باتفاقيات وقف إطلاق النار. إيطاليا، التي لطالما دعمت الحلول السلمية في الشرق الأوسط، تعتبر هذا القرار خطوة استراتيجية تهدف إلى تهدئة الأوضاع وفتح باب أمام الحلول الدبلوماسية.

الموقف الدولي: بين التصعيد والدعوات للسلام

من المتوقع أن يعزز القرار الإيطالي الضغط على إسرائيل لإجراء تحقيقات جدية في الهجوم الأخير على اليونيفيل. كما أنه يعكس القلق المتزايد في أوروبا والعالم من تداعيات التصعيد العسكري في جنوب لبنان، خاصة مع تزايد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، التي قد تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.

تابع موقع تحيا مصر علي