التوترات تتصاعد.. الصين تجري مناورات عسكرية حول تايوان وتايبيه تستجيب باجتماع أمني
ADVERTISEMENT
في تصعيد جديد للتوترات المتزايدة بين الصين وتايوان، أعلن الرئيس التايواني لاي تشينج تي عن عقد اجتماع أمني رفيع المستوى، ردًّا على المناورات العسكرية التي أطلقتها الصين اليوم، والتي تهدف إلى تطويق الجزيرة، وتأتي هذه التحركات في إطار العلاقات المتوترة بين الجانبين منذ عقود، وسط تصاعد المخاوف من اندلاع نزاع مسلح في المنطقة.
مناورات عسكرية صينية مكثفة
بدأت الصين اليوم مناورات عسكرية أطلقت عليها اسم "السيف المشترك 2024 بي (Joint Sword-2024B)"، بمشاركة طائرات وسفن حربية بهدف محاصرة تايوان.
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية أن الهدف من هذه المناورات هو "اختبار القدرات العملياتية المشتركة" للقوات الصينية. ويعد هذا التحرك جزءًا من سلسلة من المناورات العسكرية التي تقوم بها الصين في المياه المحيطة بتايوان، والتي تعتبرها بكين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.
وتعد هذه المناورات جزءًا من الاستراتيجية الصينية المستمرة للضغط على تايوان، حيث تجري تدريبات مكثفة لمحاكاة سيناريوهات قتالية بحرية وجوية. يتوقع أن تشمل هذه المناورات استخدام تقنيات حديثة في الحرب الإلكترونية والأنظمة الجوية والبحرية المتقدمة، ما يثير مخاوف تايوان من احتمالية تصعيد عسكري مستقبلي.
استجابة تايوان وتصريحات المسؤولين
في ضوء هذه التطورات، أعلن جوزف وو، مسؤول الأمن التايواني، أن الرئيس لاي تشينج تي دعا إلى عقد اجتماع أمني رفيع المستوى، لإصدار تعليمات واضحة حول كيفية الرد على التهديدات العسكرية المتزايدة.
كما أكد وو أن المناورات الصينية تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واللوائح الدولية، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم ضد هذه التحركات.
وبينما تستعد تايوان لأي تصعيد عسكري، فإن الحكومة التايوانية تحث على اليقظة والجاهزية، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لحشد دعم دولي. تأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة لتايوان، حيث تتزايد الضغوط العسكرية من الصين وسط تراجع الدعم الدولي في بعض الأوقات.
عمليات التفتيش والموقف الصيني
لم تقتصر التحركات الصينية على المناورات فقط، إذ أعلن خفر السواحل الصيني عن نشر أربعة أساطيل لإجراء عمليات تفتيش في المياه المحيطة بتايوان. ووفقًا لبيان صادر عن المتحدث باسم خفر السواحل الصيني، ليو ديجون، فإن الأساطيل 2901 و1305 و1303 و2102 تشارك في هذه العمليات، بهدف فرض إنفاذ القانون وفقًا لمبدأ "صين واحدة"، الذي ينص على اعتبار تايوان جزءًا من الأراضي الصينية.
ردود فعل دولية: واشنطن تندد
وفي رد فعل دولي، وصفت الولايات المتحدة المناورات العسكرية الصينية بأنها "غير مبررة" وتزيد من مخاطر التصعيد في المنطقة. وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن الرد العسكري الصيني على خطاب الرئيس التايواني هو "استفزاز غير مبرر"، محذرًا من خطورة التصعيد في هذه المرحلة.
وأكدت واشنطن دعمها الكامل لتايوان، في الوقت الذي تواصل فيه العمل على تعزيز قدراتها العسكرية والدفاعية في مواجهة التهديدات الصينية، وأشارت تقارير إلى استمرار التعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة وتايوان في إطار الجهود المبذولة لحماية الجزيرة من أي تصعيد عسكري محتمل.
تأثيرات مستقبلية وتداعيات إقليمية
تثير هذه التطورات مخاوف واسعة من إمكانية اندلاع نزاع مسلح في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. إذ أن أي تصعيد بين الصين وتايوان قد يكون له تداعيات إقليمية ودولية كبيرة، لا سيما في ظل التنافس الجيوسياسي المتزايد بين الصين والولايات المتحدة.
كما أن للتوترات الحالية تداعيات اقتصادية على الاقتصاد العالمي، إذ تلعب تايوان دورًا رئيسيًا في صناعة التكنولوجيا والإلكترونيات، بما في ذلك إنتاج أشباه الموصلات التي تعد أساسًا لعدد كبير من الصناعات الحديثة.
ختامًا، يترقب العالم بحذر التطورات القادمة في هذا الملف الشائك، حيث تواصل الصين مناورتها العسكرية وتستعد تايوان للرد على التهديدات المتزايدة، بينما تحث واشنطن وغيرها من القوى الدولية على التحلي بالحكمة وضبط النفس لتجنب تصعيد قد يكون له عواقب وخيمة.