عاجل
الجمعة 15 نوفمبر 2024 الموافق 13 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

هل يعيد التاريخ نفسه؟ إسرائيل تصعد هجماتها في لبنان وسط مخاوف من تكرار سيناريو غزة

واحدة من عمليات القصف
واحدة من عمليات القصف المتكررة على بلدة الخيام الجنوبية|

مع مرور أسبوع على الغارات الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان، تصاعدت المخاوف من أن تعيد إسرائيل تكرار السيناريو الذي شهدته غزة خلال السنوات الماضية. أصدرت السلطات الإسرائيلية تحذيرات واسعة تدعو سكان 94 مجمعًا سكانيًا لإخلاء منازلهم، محذرةً من أن الغارات ستستمر لفترة غير محددة. ويشمل هذا الانتشار الجغرافي مناطق تمتد من الجنوب إلى الشمال، ما يعزز التوقعات بعملية عسكرية أوسع قد تعيد إلى الأذهان اعتداءات سابقة مثل "عملية سلامة الجليل" في عام 1982.

توسيع نطاق الإنذارات: خطة إسرائيلية للتمدد العسكري؟

تشير خريطة الإنذارات الإسرائيلية إلى وجود خطة مدروسة لاستهداف المناطق الحيوية في جنوب لبنان، بما في ذلك القرى القريبة من الحدود والمناطق الممتدة شمال نهر الليطاني. ويرى محللون أن هذا التحذير الشامل يعكس نية إسرائيلية لعسكرة هذه المنطقة بشكل مكثف، مما يشير إلى تحضير لعملية برية واسعة النطاق. هذه الاستراتيجية شبيهة بتلك التي اتبعتها إسرائيل في قطاع غزة، حيث قامت بإخلاء مناطق سكانية بحجة العمليات العسكرية، مما أدى إلى نزوح جماعي وأزمات إنسانية متفاقمة.

إخلاء قسري وضغوط على السكان المدنيين

إحدى أبرز المخاوف التي أثارتها هذه التحذيرات هي تأثيرها الكبير على السكان المدنيين. يبدو أن إسرائيل تستهدف إخلاء جنوب لبنان من سكانه، مما يفتح الباب أمام عمليات عسكرية قد تكون أكثر وحشية. ورغم أن الإخلاء يهدف ظاهريًا إلى حماية المدنيين، إلا أنه يزيد من معاناتهم، حيث أن النزوح الجماعي يسبب تكدسًا سكانيًا في مناطق آمنة نسبياً شمال البلاد. هذا النزوح يهدد بتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وهو بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية خانقة.
 

الذكريات المؤلمة: عملية "سلامة الجليل" و2006 في الأذهان

لا يمكن الحديث عن التصعيد الحالي دون استحضار الاعتداءات السابقة التي قامت بها إسرائيل على لبنان، بدءًا من عملية "سلامة الجليل" عام 1982 والتي أسفرت عن احتلال جنوب لبنان لعدة سنوات. وكذلك حرب صيف 2006 التي شهدت قصفًا واسعًا للبنية التحتية اللبنانية. ورغم محاولات إسرائيل تبرير عملياتها الحالية بالتصدي لـ "نشاطات حزب الله"، إلا أن النتائج تشير إلى أن المدنيين هم الضحية الأكبر لهذه العمليات، مما يعزز مشاعر العداء ضد الاحتلال ويزيد من تأجيج النزاع في المنطقة.

هل يستطيع لبنان تجنب السيناريو الغزاوي؟

رغم التصعيد الكبير والتحذيرات، يبقى التقدم الإسرائيلي في عمق لبنان أمرًا معقدًا. يمتد لبنان على مساحة جغرافية كبيرة مقارنة بغزة، وهو ما يعني أن أي محاولة لاجتياح بري قد تواجه تحديات عسكرية كبرى، خاصة مع وجود تضاريس صعبة ودعم لحزب الله من قواعده الشعبية.

إلى جانب ذلك، يُخشى أن تؤدي عمليات النزوح الجماعي وتكدس السكان في مناطق معينة إلى زعزعة الاستقرار الداخلي، مما قد يشعل نزاعات داخلية. إلا أن الصراع الإقليمي يظل معقدًا، وتبقى الجغرافيا السياسية والاعتبارات الدولية عوامل حاسمة في تحديد مسار هذه العمليات العسكرية.

 سيناريو غزة يلوح في الأفق

في ظل التصعيد المستمر من قبل إسرائيل على لبنان، تزداد المخاوف من أن يؤدي هذا الوضع إلى كارثة إنسانية تشبه ما حدث في غزة. الإخلاءات القسرية والمناطق العسكرية التي تحاصرها إسرائيل تفتح الباب أمام سيناريو مشابه قد يشعل صراعًا طويل الأمد ويعقد الوضع الإنساني والسياسي في لبنان. وبينما يستمر القصف، يبقى مصير لبنان مرتبطًا بالتطورات الإقليمية والدولية.

تابع موقع تحيا مصر علي