بعد عام من أحداث غزة.. مصر تتصدر الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة العدوان الإسرائيلي
ADVERTISEMENT
منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي قادتها حركة حماس ضد المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، بات الشرق الأوسط على حافة تصعيد غير مسبوق. هذه العملية شكلت نقطة تحول في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث استخدمتها إسرائيل كذريعة لشن هجوم شامل على القطاع، نتج عنه تدمير واسع للبنية التحتية وارتكاب مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين. وعلى مدار العام التالي، لعبت مصر دوراً محورياً في مواجهة هذا العدوان ودعم الفلسطينيين، من خلال جهود دبلوماسية حثيثة وتقديم مساعدات إنسانية ضخمة، في وقت كان فيه العالم يشهد صمتاً دولياً إزاء الجرائم الإسرائيلية.
القضية الفلسطينية تظل أولوية لمصر رغم التحديات الداخلية والخارجية
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكدت مصر أن القضية الفلسطينية ستظل القضية المركزية للأمة العربية. أدركت القيادة السياسية المصرية بوضوح أن الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ليس مجرد واجب قومي، بل مسؤولية إنسانية لا يمكن تجاهلها. في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها مصر داخلياً وخارجياً، ظلت القضية الفلسطينية على رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية، ما يعكس إيماناً راسخاً بأن استقرار الشرق الأوسط والعالم لا يمكن تحقيقه دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
تحركات مصر الدبلوماسية لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة الدولية
في مواجهة العدوان الإسرائيلي، قادت مصر سلسلة من التحركات الدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي بهدف إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث. لم تكتفِ القاهرة بالتنديد بالمجازر الإسرائيلية، بل استخدمت نفوذها لعقد مؤتمرات دولية وإقليمية، أبرزها "مؤتمر القاهرة للسلام" الذي جمع قادة العالم لبحث مستجدات الصراع. ركزت الجهود المصرية على فضح المخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين قسراً إلى سيناء، وهو سيناريو حاولت إسرائيل تنفيذه لتحويل غزة إلى أرض بلا شعب. بفضل موقفها الثابت، نجحت مصر في إفشال هذا المخطط وفرض نفسها كحامية للحقوق الفلسطينية.
تحذيرات مصر من التصعيد الإقليمي: مخاطر الحرب الشاملة تلوح في الأفق
مع توسع دائرة الحرب الإسرائيلية إلى دول أخرى، حذرت مصر من خطورة التصعيد الذي قد يجرف المنطقة إلى صراع إقليمي واسع النطاق. وكما توقعت مصر، دخلت قوى إقليمية مثل إيران على خط المواجهة بعد سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية، حيث أطلقت مئات الصواريخ التي طالت الأراضي المحتلة. في هذا السياق، قامت مصر بدور الوسيط الدولي، محذرة من تبعات استمرار هذا النزاع، وداعية إلى ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب انزلاق المنطقة إلى هاوية الحرب.
مؤتمر القاهرة للسلام: مصر تحمل العالم مسؤولية التصدي للجرائم الإسرائيلية
لم تقتصر التحركات المصرية على المستوى الدبلوماسي، بل تجاوزتها إلى الضغط على المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الجرائم الإسرائيلية. خلال مؤتمر القاهرة للسلام الذي عقد في 21 أكتوبر 2024، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته على أن ما يحدث في غزة يختبر إنسانية المجتمع الدولي. أدان استهداف المدنيين الفلسطينيين ووصفه بالجريمة ضد الإنسانية، معبراً عن دهشته من الصمت الدولي حيال الكارثة الإنسانية التي يواجهها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع. وأكد السيسي أن الحل العادل للقضية الفلسطينية ليس في تهجير الشعب الفلسطيني، بل في تمكينه من حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة.
الجهود الإنسانية المصرية: شريان حياة لغزة رغم التحديات الاقتصادية
إلى جانب الدور الدبلوماسي، واصلت مصر جهودها الإنسانية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. رغم الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها مصر نتيجة الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، حرصت القاهرة على تقديم الدعم اللازم للفلسطينيين. خصصت مصر مطار العريش لاستقبال المساعدات الإنسانية الدولية، وتمكنت من إرسال 80% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة، فيما قدمت باقي دول العالم 20% فقط. كما استقبلت مصر مئات الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، وسهلت عبور العالقين والرعايا الأجانب إلى خارج القطاع.
مصر: داعم دائم للقضية الفلسطينية منذ 1948 حتى اليوم
بعد مرور عام على أحداث غزة، برزت مصر كالداعم الأكبر والأبرز للقضية الفلسطينية، منذ بداية الصراع في عام 1948 وحتى اليوم. لم تتوان مصر عن بذل الجهود السياسية والدبلوماسية لحشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الفلسطينيين وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. وتظل مصر متمسكة بموقفها الثابت بأن الحل الوحيد للصراع يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، مما يضع نهاية للصراعات المتكررة ويمهد الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.