ترسانة حزب الله بعد الضربات الإسرائيلية..هل تراجعت قدراته أم أم لا تزال تهدد إسرائيل؟
ADVERTISEMENT
منذ بدء التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله في أكتوبر الماضي، تعرضت مواقع حزب الله في جنوب لبنان لضربات إسرائيلية متتالية، استهدفت منصات إطلاق الصواريخ وقادة بارزين في الجماعة. ورغم الخسائر الكبيرة التي تكبدها حزب الله، من بينها مقتل زعيمه حسن نصر الله وعدد من قادة "وحدة الرضوان"، تظل الأسئلة مطروحة حول ما تبقى من ترسانته العسكرية، ومدى قدرته على استعادة قوته، خاصة مع استمرار الدعم الإيراني.
قبل الضربات: ترسانة حزب الله العسكرية المتنامية
قبل أن تبدأ إسرائيل هجماتها المكثفة ضد مواقع حزب الله، كانت الجماعة المسلحة تمتلك ترسانة عسكرية هائلة تعتبر من بين الأقوى في المنطقة. بحسب مركز "كونترول ريسكس"، تضاعف عدد الصواريخ التي كانت بحوزة حزب الله منذ عام 2006، ليصل إلى 150 ألف صاروخ، تشمل صواريخ بعيدة المدى مثل فجر-5 وزلزال-2 المصنعة في إيران. هذه الصواريخ تمنح حزب الله القدرة على الوصول إلى أعماق إسرائيل، وهو ما يشكل تهديدًا دائمًا لأمنها.
بالإضافة إلى الصواريخ، يمتلك حزب الله قوة عسكرية تتراوح بين 20 ألف و25 ألف مقاتل مدربين، بما في ذلك نخبة "وحدة الرضوان" التي تتميز بكفاءتها العالية وتخصصها في عمليات التوغل داخل الأراضي الإسرائيلية. ورغم الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منصات إطلاق الصواريخ والمواقع القيادية، لا يزال الحزب يحتفظ بقدرات تسليحية متطورة تمكنه من الرد.
الضربات الإسرائيلية: تحجيم القدرات أم مجرد انتكاسة مؤقتة؟
خلال الأسبوعين الماضيين، شنت إسرائيل هجمات جوية متكررة على مواقع حزب الله، استهدفت بشكل رئيسي منصات إطلاق الصواريخ ومستودعات الأسلحة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه إسرائيل عن تدمير آلاف منصات الصواريخ وقتل عدد من قادة الحزب، بما في ذلك إبراهيم عقيل، المسؤول عن "وحدة الرضوان"، فإن التقديرات تشير إلى أن هذه الضربات لم تنه قدرات الحزب تمامًا، بل أثرت عليها بشكل مؤقت.
المحللون يؤكدون أن حزب الله لا يزال يمتلك ما يكفي من الصواريخ والطائرات المسيرة لمواصلة تهديد إسرائيل، خاصة مع استمرار تدفق الدعم العسكري الإيراني. ورغم أن الغارات الإسرائيلية نجحت في توجيه ضربات قوية للبنية التحتية العسكرية للحزب، إلا أن الأخير أظهر قدرة على التكيف مع هذه الضربات، واستمرار في تنفيذ هجمات صاروخية ضد إسرائيل.
إيران تدعم حزب الله رغم الخسائر: إعادة بناء الترسانة
في أعقاب الضربات الإسرائيلية، سارعت إيران لتقديم دعم عسكري إضافي لحزب الله لتعويض خسائره، وفقًا لتقارير استخباراتية. شمل الدعم رؤوسًا حربية جديدة، صواريخ بعيدة المدى، وطائرات بدون طيار متقدمة. هذه الإمدادات تضمن لحزب الله إمكانية إعادة بناء ترسانته العسكرية واستعادة قدراته الهجومية.
التقارير تشير أيضًا إلى أن حزب الله يستفيد من خبرته العملياتية المكتسبة خلال الحرب السورية، حيث اكتسب مقاتلوه خبرات ميدانية هامة في الحروب غير التقليدية. هذه الخبرات تعزز من قدرته على تنفيذ هجمات معقدة، تشمل استخدام الصواريخ والطائرات المسيرة ضد أهداف استراتيجية في إسرائيل.
المشهد المستقبلي: تصعيد متوقع وسط استعادة القدرات
رغم الخسائر الفادحة التي تعرض لها حزب الله، فإن عودته إلى المشهد العسكري بقوة تبدو مسألة وقت. مع استمرار إيران في تزويد الحزب بالأسلحة والتكنولوجيا المتقدمة، وتحسن قدراته العملياتية، يبدو أن الصراع مع إسرائيل سيشهد جولات جديدة من التصعيد.
في المقابل، تسعى إسرائيل إلى مواصلة ضرباتها الوقائية لإضعاف قدرات حزب الله قبل أن يتمكن من شن هجمات جديدة. ومع تزايد التوترات في المنطقة، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأطراف الدولية من احتواء التصعيد، أم أن المنطقة ستدخل في موجة جديدة من الحرب المفتوحة؟