"ويـلٌ للعالَم إذا انحـرف المتعلمون" .. كيف تنبأ فيلم البيضة والحجر بـ انتشار الصوفية وكرامات التيجاني ؟
ADVERTISEMENT
"ويـلٌ للعالَم إذا انحـرف المتعلمون"، إذا سبق لك عزيز القارئ مشاهدة فيلم البيضة والحجر لـ النجم الراحل أحمد زكي، فبالتأكيد لن تغيب تلك الجملة عن ذهنك، فأصبحت تلك الجملة واقع نعيشه ونلمسه خلال الفترة الأخيرة بعد ظهور واقعة الشيخ "صلاح الدين التيجاني" صاحب الطريقة التيجانية الصوفية، الذي يتبعه ويسير على منهجه عدد كبير من فنانين ومثقفين المجتمع، ويتم اتهامه بالتحرش بعدد من الفتيات، فيصبح الفيلم حقيقة واقعة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من عرضه.
تفاصيل فيلم البيضة والحجر
يحكي فيلم البيضة والحجر وفقا لما رصده موقع تحيا مصر عن "مٌستطاع" معلم الفلسفة الذي يتمتع بقدر كبير من الثقافة، وأدى دوره الفنان أحمد زكي، فيستعرض الفيلم رحلة تحول "مُستطاع" من معلم للفلسفة يحارب الجهل بالعلم لـ "دجال مٌحترف"، فبعد فصله من المدرسة بحجة تلقين الطلاب مبادئ سياسية، يبدأ "مُستطاع" استغلال ذكائه في ادعاء وجود كرامات خاصة به أو كما يقول العامة "مكشوف عنه الحجاب"، فيعالج "العليل" و "العاقر" بطرق طبية ونفسية يجهلها البعض، بالإضافة لاستغلال موهبته في الإيقاع بالناس وإيهامهم بإنه قادر على تحقيق السعادة لهم.
قدرة "مٌستطاع" وذكائه لم تقتصرعلى كونه "دجالًا" ينصب على الزبائن، بل تحول إلى "عالم فلك" يطلبه كبار الساسة ورجال الأعمال والنجوم من أجل تحقيق مصالحهم، فلم يكن المريدين له من الجهلاء فقط بل من صفوة المتعلمين أيضًـا؛ فكان "مٌستطاع" يدرك جيدًا أن ما يستدرج المريدين إليه ليس الجهل ولكن الحاجة والضعف فكما كان يقول: "الدجل هو اللعب الذكي بآمال ورغبات الناس"، فالضعف هو من كان يجلب الجاهل والعالم إليه من أجل تحقيق رغباتهم وتحريرهم من مخاوفهم.
كيف تنبأ فيلم البيضة والحجر بالمستقبل؟
ولكن ما سيدهشك أن "مٌستطاع" وبالرغم من اعترافاته في نهاية الفيلم بـ "الدجل والنصب"، وتأكيده أن ما يفعله مع المريدين ليس إلا إيهامهم بالأمل وأنه ليس صاحب كرامات أو معرفة كما كان يدعي، لكن الشرطة ترفض تصديقه وتؤكد بإنه صاحب العديد من الكرامات والدليل على ذلك حب الناس له والمريدين الذين يأتون إليه من كل مكان ويحقق لهم رغباتهم، لينتهي الفيلم ويستمر "مٌستطاع" في عمله كـ "دجال محترف".
علاقة فيلم البيضة والحجر بالشيخ صلاح التيجاني
واليوم وبعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على عرض البيضة والحجر، نرى الفيلم حقيقة واقعة أمامنا ونرى "الشيخ صلاح الدين التيجاني" يؤدي دور "مٌستطاع" ولكن بشكل مختلف، فيدعي "التيجاني" أنه صاحب كرامات ومن نسل الرسول، وعلى أتباعه والمريدين له الإيمان به والسير على نهجه، بل أصبح أيضًا بالنسبة لهم من أولياء الله الصالحين، فانشأ مقامًا له في منطقة إمبابة ليقصده المريدين ويطلبوا منه المدد والعون. فلم
والمفاجأة هنا أن المريدين له ليس من العامة فقط، بل أيضًا من النجوم والفنانين وكبار الكتاب والمثقفين، الذين يؤمنون به ويصدقون في كراماته، ليصبح "مٌستطاع" صورة حية أمامنا بكل ما تحمله الكلمة من معنى،، ويتبادر إلى ذهنك على الفور جملته الشهيرة: "ويـلٌ للعالَم إذا انحـرف المتعلمون"، فحتى مع تأكيد تبرأ الطريقة التيجانية منه واتهامه بالتحرش بعدد فتيات، لكن ما زال المريدين يدافعون عنه ويطلبون منه المدد، ويبقا التساؤل هنا هل تستمر أسطورة "مٌستطاع" تلاحقنا بالرغم من تجلي الحقيقة أمامنا ؟ .