مبادرة أمريكية جديدة على الطاولة لوقف الحرب في غزة ولبنان..هل تنجح في تحقيق التهدئة؟
ADVERTISEMENT
تتزايد الأنظار نحو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تستعد لإطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة تهدف إلى وقف القتال بين إسرائيل و"حزب الله" في لبنان، واستئناف المفاوضات بشأن اتفاق تحرير الرهائن في غزة، بالإضافة إلى السعي نحو وقف شامل لإطلاق النار. تأتي هذه المبادرة في وقت تتصاعد فيه المواجهات على عدة جبهات، وسط تحذيرات دولية من تحول النزاع إلى حرب إقليمية شاملة.
المصادر الأمريكية والإسرائيلية كشفت عن أن البيت الأبيض يعمل على الإعلان عن هذه المبادرة خلال الساعات القادمة، وذلك في محاولة لتهدئة الأوضاع المتأزمة ومنع تدهور أكبر في المنطقة.
أهمية المبادرة الأمريكية: هل تنجح في تهدئة الأوضاع؟
من المتوقع أن تُحدث المبادرة الأمريكية فارقًا كبيرًا إذا تم تبنيها بنجاح من الأطراف المعنية، فهي تهدف إلى خفض التصعيد العسكري بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، وإيجاد حل دبلوماسي يمنع تحول الصراع إلى حرب أوسع. تأتي هذه الخطوة بعد تصاعد الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان والردود المكثفة من "حزب الله"، بما في ذلك إطلاق صواريخ على تل أبيب.
البيت الأبيض يسعى إلى استخدام هذه المبادرة لإيجاد وقف إطلاق نار فوري على الجبهة اللبنانية، ما سيتيح فرصة لاستئناف المفاوضات حول صفقة تحرير الرهائن في غزة وإنهاء الهجمات المتبادلة هناك.
كواليس المبادرة: محادثات مكثفة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى
بدأت المناقشات حول هذه المبادرة في الأيام الأخيرة، بعدما أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، مكالمة هاتفية مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، تناولت سبل إنهاء التصعيد. كما أجرت الولايات المتحدة محادثات مع عدة دول مؤثرة، منها فرنسا ولبنان، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية التي تمتلك نفوذًا في المنطقة.
أفاد مسؤول أمريكي بأن “واشنطن تعمل مع عدة دول على بلورة مقترح دبلوماسي لحل الوضع المتفجر في الشمال اللبناني”. كما أكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر لمناقشة المبادرة.
الأهداف الرئيسية للمبادرة: وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات
تسعى الإدارة الأمريكية من خلال هذه المبادرة إلى تحقيق عدد من الأهداف الرئيسية، من بينها وقف التصعيد العسكري بين إسرائيل و"حزب الله" على الحدود اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى خلق مساحة آمنة لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة الرهائن في غزة، والتي تشمل اتفاقًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
كما تسعى المبادرة إلى منع نشوب حرب شاملة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، وتوفير الظروف المناسبة لعودة النازحين إلى منازلهم في كل من لبنان وإسرائيل.
حزب الله وإسرائيل على مفترق طرق
وفقًا لمصدر مطلع، فإن حماس قد تتحرك نحو إتمام صفقة الرهائن إذا رأت أن "حزب الله" يجنح نحو الحل الدبلوماسي. وهذا قد يمثل ضغطًا على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، لبحث خطوات التهدئة والمفاوضات، خاصة أن الطرفين الفلسطيني واللبناني يواجهان تصعيدًا غير مسبوق من الجانب الإسرائيلي.
على الصعيد العسكري، أطلق "حزب الله" صاروخًا استهدف العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، مدعيًا أن الهدف كان مقر جهاز الاستخبارات "الموساد"، وذلك ردًا على الهجمات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية في لبنان. وفي المقابل، قامت إسرائيل باستدعاء لواءين من قوات الاحتياط لتعزيز وجودها العسكري على الجبهة الشمالية.
تحركات دبلوماسية مكثفة: نيويورك مركز للجهود الدولية
في إطار الجهود الدبلوماسية الدولية، وصل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيبحث الأزمة الراهنة مع عدد من المسؤولين الدوليين. من جهته، يُنتظر أن يصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نيويورك خلال الساعات المقبلة، ما يفتح الباب أمام احتمالية تكثيف المفاوضات ومحاولة الوصول إلى حل سياسي للأزمة.
صرح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأن الساعات الـ24 المقبلة ستكون "حاسمة" للجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها، مشددًا على أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى تصعيد أكبر لا تحمد عقباه.