عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

48 ساعة من الرعب في لبنان..تفجيرات الأجهزة اللاسلكية تحصد أرواح 37 شخصًا

شهد لبنان تصاعدًا غير مسبوق في التوترات الإقليمية بعد سلسلة من التفجيرات التي استهدفت أجهزة اتصالات يُعتقد أنها تستخدم من قبل حزب الله، وأسفرت عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 3539 آخرين خلال يومين فقط. تأتي هذه التفجيرات وسط تبادل اتهامات بين حزب الله وإسرائيل، حيث يتهم الحزب الدولة العبرية بالوقوف وراء الهجمات، مما يهدد بإشعال فتيل نزاع جديد في منطقة تعاني بالفعل من الصراعات.

تفجيرات دموية تضرب لبنان

أعلن وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض، في مؤتمر صحفي، أن 12 شخصًا قتلوا في الموجة الأولى من التفجيرات التي استهدفت أجهزة البيجر يوم الثلاثاء، بينما أسفرت تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي يوم الأربعاء عن مقتل 25 شخصًا آخرين. من بين الضحايا هناك عدد كبير من المدنيين، في حين أعلنت مصادر قريبة من حزب الله مقتل 20 من عناصره في تلك التفجيرات.
 

وأشار الأبيض إلى أن 2323 شخصًا أصيبوا في هجمات 17 سبتمبر، منهم 1343 في حالة متوسطة إلى خطيرة. الأرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي ضربت لبنان نتيجة هذه الهجمات، التي تعتبر الأدمى منذ بدء التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل.
 

وزير الصحة اللبناني، فراس الأبيض

حزب الله يتهم إسرائيل بتصعيد الصراع

اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات أجهزة الاتصال، واصفًا الهجمات بأنها "عدوان غير مسبوق" يستهدف المقاومة اللبنانية. وفي بيان أصدره الحزب، توعد برد قاسٍ على هذه الهجمات، مما يزيد من حدة التوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. ولم تعلّق إسرائيل بشكل رسمي على الاتهامات، إلا أن تقارير إعلامية نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية أن جهاز الموساد هو المسؤول عن هذه الهجمات السرية، التي استهدفت تعطيل شبكات الاتصال التابعة لحزب الله.

هل تقود التفجيرات إلى نزاع إقليمي؟

تعتبر هذه الهجمات الأشد دموية منذ بدء القصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل قبل عام، وتأتي في ظل تصعيد مستمر بين الطرفين على خلفية قضايا أمنية وسياسية. وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بو حبيب، حذر من أن هذه التفجيرات قد تؤدي إلى نزاع أوسع في الشرق الأوسط، مما يهدد الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة. وأشار بو حبيب إلى أن لبنان في موقف حرج، إذ يواجه تهديدات خارجية وتداعيات داخلية تضع البلاد على شفا الانهيار.
 

ردود الفعل الدولية وموقف الأمم المتحدة

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى عدم تحويل "الأجهزة ذات الاستخدام المدني" إلى أسلحة، محذرًا من أن استخدام هذه التقنيات في الصراعات يمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن الدولي. وطالب غوتيريش الحكومات بفرض مراقبة صارمة على هذه الأجهزة لمنع استخدامها في هجمات إرهابية أو عسكرية.

وفي السياق ذاته، أعربت دول عربية عن تضامنها مع لبنان، معلنة عن مبادرات لتقديم مساعدات طبية عاجلة للبلاد، في ظل الأزمة المتفاقمة التي يعاني منها القطاع الصحي اللبناني نتيجة الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين.

القطاع الطبي اللبناني بين الأزمة والجهود الدولية

أشار الوزير فراس الأبيض إلى الجهود الهائلة التي بذلتها الطواقم الطبية اللبنانية خلال الساعات الماضية لمعالجة الجرحى، حيث أمضى عشرات الأطباء الليالي في غرف العمليات لمعالجة الحالات الحرجة. وأشاد بتضامن الشعب اللبناني ووحدته في مواجهة هذه الأزمة، مؤكدًا أن البلاد بحاجة ماسة إلى دعم خارجي لتجاوز الأزمة الصحية المتفاقمة.

سيناريوهات التصعيد أو التهدئة

مع تزايد الاتهامات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل، والتزام الأخيرة الصمت الرسمي، يظل الوضع في لبنان معقدًا وقابلًا للتفاقم. وبينما يستعد الحزب للرد على ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، تتزايد المخاوف من أن تتحول هذه التفجيرات إلى شرارة تشعل حربًا شاملة في المنطقة. وفي ظل استمرار حالة التوتر، تظل الأوضاع في لبنان معلقة بين احتمالات التصعيد والمزيد من التدهور.

 

تابع موقع تحيا مصر علي