عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أوكرانيا تحدد أهدافًا لضرب روسيا بالصواريخ..هل تقترب كييف من استخدام صواريخ بعيدة المدى؟

أوكرانيا تحدد أهدافًا
أوكرانيا تحدد أهدافًا لضرب روسيا بالصواريخ

قدمت أوكرانيا للولايات المتحدة والمملكة المتحدة قائمة بالأهداف المحتملة داخل روسيا التي يمكن ضربها باستخدام صواريخ بعيدة المدى. هذه القائمة تشمل مراكز القيادة العسكرية، ومستودعات الوقود والأسلحة، ومناطق تمركز القوات الروسية. هذه الخطوة تأتي بعد أشهر من الطلبات المتكررة من أوكرانيا لاستخدام أسلحة غربية متقدمة لضرب مواقع أعمق داخل الأراضي الروسية، بهدف إضعاف قدرات موسكو على الاستمرار في الحرب.

مطالب أوكرانيا بضرب القواعد الجوية الروسية

في البداية، كان التركيز الأوكراني ينصب على استخدام صواريخ "ATACMS" الأميركية بعيدة المدى لاستهداف القواعد الجوية الروسية، التي تطلق منها الطائرات الحربية الروسية القنابل الانزلاقية، وهي من بين أخطر الأسلحة التي تهدد البنية التحتية الأوكرانية. لكن البنتاجون أوضح أن معظم تلك الطائرات متمركزة في مواقع بعيدة عن نطاق الصواريخ الأميركية، حيث تتواجد على بعد أكثر من 300 كيلومتر من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا. هذا العامل جعل استهدافها بواسطة صواريخ "ATACMS" غير ممكن.

مع ذلك، لم تتراجع كييف عن مطلبها. فهي تطالب الآن باستخدام هذه الصواريخ لاستهداف مراكز القيادة الروسية ومستودعات الذخيرة، مما سيعزز قدراتها على شن هجمات تستهدف البنية التحتية العسكرية الروسية من العمق. إلى جانب "ATACMS"، ترغب أوكرانيا أيضًا في استخدام صواريخ ستورم شادو البريطانية وسكالب الفرنسية، التي تمتلك مدى يصل إلى حوالي 250 كيلومترًا.

دعم غربي محتمل ومخاوف من التصعيد

رغم أن أوكرانيا تلقت بالفعل بعض الأسلحة المتقدمة مثل صواريخ "ستورم شادو"، إلا أن كييف تسعى للحصول على إذن رسمي لاستخدام هذه الصواريخ لضرب أهداف داخل روسيا. فرنسا أوضحت أنها ليست بحاجة إلى موافقة من واشنطن لاستخدام أوكرانيا لصواريخها، لكن المملكة المتحدة قد تتطلب ضوءًا أخضر من الولايات المتحدة لرفع القيود المفروضة على استخدام صواريخ "ستورم شادو" ضد الأهداف الروسية.
 

في هذا السياق، تناقش الولايات المتحدة والمملكة المتحدة حاليًا إمكانية السماح باستخدام الصواريخ الغربية لضرب أهداف عميقة داخل الأراضي الروسية. مع ذلك، هناك شكوك بين المسؤولين الأميركيين حول قدرة هذه الصواريخ على تغيير مسار الصراع. فعلى الرغم من أن أوكرانيا تستطيع بالفعل شن هجمات بطائرات بدون طيار على أهداف روسية، إلا أن استخدام الصواريخ بعيدة المدى قد يزيد من تكاليف الصراع ويعقد الأمور. بعض المسؤولين يرون أن ذلك قد لا يُحدث تحولًا كبيرًا في الديناميكية العسكرية، خاصة أن روسيا قد اتخذت احتياطات عبر نقل الطائرات الحربية إلى خارج نطاق الصواريخ الأميركية.

تأثير التصعيد المحتمل على الديناميكية العسكرية

بينما تسعى أوكرانيا لتعزيز قدراتها الهجومية ضد روسيا، يبقى السؤال الأبرز هو كيف سيؤثر استخدام هذه الصواريخ على الديناميكية العسكرية للصراع. في مايو الماضي، سمح الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام عدد محدود من الأسلحة الأميركية لضرب قواعد عسكرية روسية عبر الحدود. إلا أن الضربات العميقة داخل روسيا نفسها ظلت مسألة حساسة، خوفًا من ردود فعل انتقامية من الكرملين وتصعيد عسكري مباشر بين الناتو وروسيا.

على الرغم من هذه المخاوف، تواصل أوكرانيا الضغط من أجل الحصول على المزيد من الصواريخ بعيدة المدى لتعزيز قدرتها على الردع والهجوم. وفيما لم يتم الإعلان عن أي تغييرات فورية في السياسات الأميركية أو البريطانية، يبقى الدعم الغربي لأوكرانيا واضحًا، إذ أكد الطرفان استمرار التزامهما بتقديم المساعدات العسكرية والدعم اللوجستي لكييف.

صواريخ ستورم شادو و ATACMS

صواريخ ستورم شادو البريطانية وسكالب الفرنسية تم استخدامها بالفعل من قبل القوات الأوكرانية لضرب أهداف في شبه جزيرة القرم والبحر الأسود. هذه الصواريخ، التي يصل مداها إلى حوالي 250 كيلومترًا، تعتبر أداة فعالة في ضرب الأهداف المتوسطة البعد، وتسمح لأوكرانيا باستهداف البنية التحتية العسكرية الروسية دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة.
 

صواريخ ستورم شادو

أما صواريخ "ATACMS" الأميركية، فهي صواريخ تكتيكية يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وقد زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بعدد محدود منها، لكنها لم تسمح بعد باستخدامها لضرب أهداف داخل روسيا نفسها. تعد هذه الصواريخ مكلفة نسبيًا وذات كمية محدودة، ما يزيد من التحديات أمام أوكرانيا في استخدامها على نطاق واسع.

هل يشكل الطلب الأوكراني خطرًا جديدًا على الصراع الدولي؟

مع استمرار أوكرانيا في طلب استخدام صواريخ بعيدة المدى، يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كان هذا سيؤدي إلى تصعيد جديد في الصراع الأوكراني الروسي. بوتين حذر مرارًا من أن أي ضربات عميقة داخل روسيا ستُعتبر إعلان حرب على الناتو. ومع زيادة التعقيد في هذا الصراع، تبقى العلاقات الدولية في حالة ترقب دائم لأي تطور قد يغير التوازن العسكري في أوروبا ويؤثر على الأمن العالمي.

 

تابع موقع تحيا مصر علي