الانتخابات الأمريكية وحرب غزة.. كيف يمكن أن تُغيّر مسار السباق نحو البيت الأبيض؟
ADVERTISEMENT
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، تزداد التساؤلات حول تأثير حرب غزة المستمرة منذ أكثر من 11 شهرًا على نتائج الانتخابات. تتباين المواقف بين الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، حيث يتوقع بعض المراقبين أن الحرب قد تؤثر على فرص كامالا هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي، بينما يسعى دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري، إلى استغلال الأزمات الدولية في هجومه على سياسات إدارة بايدن الخارجية. فكيف يمكن لحرب غزة أن تغير موازين الانتخابات؟ وهل سيكون لها تأثير كبير على أصوات العرب والمسلمين الأمريكيين في الولايات المتأرجحة؟
تأثير الحرب على الناخبين العرب والمسلمين
شهدت حرب غزة تفاعلًا كبيرًا بين الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، الذين يعتبرون قضية فلسطين جزءًا لا يتجزأ من هويتهم السياسية. وفقًا لاستطلاعات رأي أجرتها مؤسسة زغبي، فإن العرب والمسلمين في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان ومينيسوتا قد يلعبون دورًا حاسمًا في نتائج الانتخابات.
وعلى الرغم من أن قضية غزة لم تتصدر اهتمامات الناخب الأمريكي بشكل عام، إلا أنها تظل محورية لدى هذه المجتمعات، خصوصًا في ظل ما يعتبرونه دعمًا غير كافٍ للقضية الفلسطينية من قبل الديمقراطيين.
انقسام داخل الحزب الديمقراطي
أثارت الحرب انقسامًا داخل الحزب الديمقراطي بين الأعضاء والقواعد الشعبية. ورغم إعلان جو بايدن عن انسحابه من السباق الرئاسي، كان موقفه من غزة محل انتقاد واسع بين الناخبين العرب والمسلمين، الذين يعتبرون سياسات إدارته غير متوازنة فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ومنذ أن تولت كامالا هاريس منصب مرشحة الديمقراطيين، تحاول تدارك الأمر، حيث أبدت تعاطفًا مع الفلسطينيين ودعت إلى وقف الحرب في غزة.
تأثير الحرب على الناخب الأمريكي العادي
يبدو أن الناخب الأمريكي العادي يركز بشكل أكبر على القضايا الداخلية مثل الاقتصاد وتكاليف المعيشة والهجرة. في استطلاع للرأي أجرته منظمة ديموكراسي كوربس، جاءت قضية غزة في المرتبة 12 من بين 15 قضية تهم الناخبين، مما يعكس تراجعًا في أهمية السياسة الخارجية ضمن أولوياتهم.
ومع ذلك، فإن نبيل ميخائيل، المحلل السياسي الجمهوري، يرى أن الفشل في إنهاء الحربين في أوكرانيا وغزة خلال فترة إدارة بايدن سيكون نقطة ضعف ستستغلها حملة ترامب للهجوم على سياسة بايدن الخارجية.
الاستفادة الجمهورية من الأزمات الدولية
يرى المحللون أن دونالد ترامب وحملته سيعملون على استغلال الأزمات الدولية، بما فيها الحرب في غزة، لانتقاد إدارة بايدن وهاريس. وفقًا لنبيل ميخائيل، فإن الأزمات المتعددة التي اندلعت في عهد بايدن، من حرب أوكرانيا إلى غزة، تشير إلى ضعف في التعامل مع القضايا الدولية، وهو ما سيحاول ترامب توظيفه لتعزيز موقفه بين الناخبين
هل سيكون الصوت العربي حاسمًا؟
رغم أن الجاليات العربية والمسلمة تشكل نسبة معتبرة من الناخبين في بعض الولايات المتأرجحة، إلا أن المحلل السياسي نصير العمري يعتقد أن الصوت العربي وحده لن يكون حاسمًا في تغيير موقف هاريس أو التأثير بشكل جوهري على النتائج النهائية
لكن في المقابل، يمكن أن يؤدي تراجع العرب والمسلمين عن التصويت في ولايات مثل ميشيغان إلى إضعاف فرص هاريس في الفوز.