عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

لماذا تعتمد روسيا على الصواريخ الإيرانية لتعزيز قوتها العسكرية في أوكرانيا؟

صورة أرشيفية لأحد
صورة أرشيفية لأحد العناصر الموالية لروسيا في أوكرانيا

في ظل الصراع المستمر في أوكرانيا، تحذر واشنطن من تصاعد خطير في الأحداث بعد أن نقلت إيران إلى روسيا صواريخ باليستية قصيرة المدى من نوع "فتح 360". هذه الصواريخ قد تُستخدم في ضرب الأراضي الأوكرانية في الأسابيع المقبلة، مما يثير تساؤلات حول احتياجات موسكو لهذه الصواريخ ودلالات التعاون العسكري المتزايد بين روسيا وإيران.

الصواريخ الإيرانية: دعم روسي في ساحة المعركة

أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بات رايدر، أن الولايات المتحدة تتابع بقلق التقارير حول تسليم إيران شحنات من صواريخ "فتح 360" لموسكو. هذه الصواريخ، التي يبلغ مداها أكثر من 120 كيلومترًا، قد تمنح روسيا القدرة على استهداف المدن والبنية التحتية الأوكرانية بكفاءة عالية. ما يجعلها مهمة هو أنها تسمح لروسيا بالاحتفاظ بصواريخها الأكثر تقدمًا لاستخدامات أخرى طويلة المدى.
 

منظومة اس 400 الروسية

دوافع موسكو للحصول على الصواريخ الإيرانية

تلجأ موسكو إلى إيران للحصول على هذه الصواريخ لتعويض العجز في الإنتاج العسكري الداخلي، خاصة مع الاستنزاف الهائل للأسلحة نتيجة الحرب المستمرة في أوكرانيا. يرى خبراء عسكريون أن روسيا تسعى لاستخدام صواريخ "فتح 360" في استهداف مواقع استراتيجية ومدنية أوكرانية، مما يؤدي إلى إرهاق القوات الأوكرانية وتوسيع خيارات موسكو الهجومية. وبذلك، ستتمكن روسيا من إطالة أمد الصراع دون التضحية بقدراتها الصاروخية طويلة المدى.
 

التدريب الروسي في إيران: استعداد لاستغلال الصواريخ

فيما يخص التعاون العسكري الوثيق بين البلدين، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن تدريب عشرات الجنود الروس في إيران على استخدام منظومة الصواريخ الباليستية. يشير هذا إلى أن روسيا لا تعتمد فقط على الصواريخ الإيرانية، بل تسعى أيضًا إلى تعزيز مهارات قواتها في استخدام هذه التقنيات، ما يعزز من كفاءة استخدامها في ساحة المعركة​.

ما الذي تستفيد منه إيران؟

بالمقابل، تسعى إيران إلى الحصول على مكاسب استراتيجية من هذا التعاون. وفقًا لتقرير نشره "أتلانتك كاونسل"، تأمل طهران في تعزيز علاقتها مع موسكو من خلال الحصول على أنظمة صواريخ دفاعية متطورة مثل منظومة "أس-400" الروسية، بالإضافة إلى طائرات سوخوي الحربية. قد تكون هذه الصفقة متبادلة من حيث المصالح، إلا أن موسكو ستظل حذرة في تزويد إيران بأسلحة قد تؤدي إلى إحداث تغييرات إقليمية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بتوازن القوى مع دول الخليج العربي.

التداعيات الدولية وردود الفعل الغربية

أثارت هذه الصفقة غضب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. أعلنت واشنطن عن عقوبات جديدة ضد ست شركات إيرانية متورطة في تصدير الصواريخ والمسيرات إلى روسيا، بما في ذلك شركة إيران إير. كما أدانت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا نقل الصواريخ، وشرعت في اتخاذ إجراءات فورية ضد إيران تتضمن تعليق بعض اتفاقيات الخدمات الجوية الثنائية مع طهران​.

من جانبها، نفت إيران هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "أخبار كاذبة"، مشيرة إلى أن الهدف من نشر هذه الأخبار هو التغطية على الدعم العسكري الغربي لإسرائيل في حربها ضد غزة. ورغم هذا النفي، تستمر الدول الغربية في الضغط على إيران وموسكو، ما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي الحالي.

 

تابع موقع تحيا مصر علي