عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. أمين الفتوى: النبي أعظم هدية ومنحة من الله

المولد النبوي الشريف
المولد النبوي الشريف

أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على أن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أمر مشروع ومتفق عليه بين المسلمين، مشيرًا إلى أن الاختلافات التي قد تطرأ تكون في تفاصيل وطرق الاحتفال.

 

النبي أعظم هدية ومنحة من الله لهذه الأمة

وأضاف «شلبي»، في فتوى له، أن الله سبحانه وتعالى منّ على الأمة ببعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، قائلاً: "إن الله سبحانه وتعالى قد منّ على هذه الأمة ببعثه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم هدية ومنحة من الله لهذه الأمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: 'إن الله أنزل أمانين لهذه الأمة، أحدهما وجود سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني هو الاستغفار ".

 

حكم الاحتفال بمولد النبي 

وأشارإلى أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ليس محل خلاف بين المسلمين، بل هو أمر مشروع، حيث قال: "الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المشروعة والمباحة.. الاختلاف يقع في الهيئة والطريقة التي يتم بها الاحتفال".

 

وأضاف: "الاحتفال بحد ذاته يعني التكريم والاهتمام، ويشمل ذلك صلواتنا وسلامنا على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن الصلاة عليه تُعتبر نوعاً من الاحتفال به، وتذكر بمكانة سيدنا النبي".

 

حلاوة المولد النبوي في أصلها ليست حراما

وأوضح أن مسألة "حلاوة المولد" ومظاهر أخرى مثلها تُعتبر من المباحات، قائلاً: "حلاوة في أصلها ليست حراماً، فهي من الطيبات التي أحلها الله.. مسألة إضافتها في أيام المولد النبوي ليس فيها إشكال."

 

معنى البدعة

وأكد أهمية فهم معنى البدعة، قبل إلصاقها إلى أى أمر، قائلاً: "نحتاج إلى معرفة ما هي البدعة وما هي مواصفاتها، والبدعة هي كل ما يُضاف إلى الدين دون أن يكون له أصل في الشريعة، ولكن إذا كانت المظاهر متوافقة مع الشرع فلا تعتبر بدعة".

 

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل أصل الطاعات، بينما تفريعات الطاعات يمكن أن تكون محل اجتهاد، موضحاً: "النبي صلى الله عليه وسلم فعل أصل الطاعات، وتفريعات الطاعات تأتي وفقًا لما يتوافق مع الشرع".

 

وختم قائلاً: "ما دام الاحتفال أو العمل يتوافق مع أحكام الشرع، فإنه لا يتعارض مع الدين، سواء كان في المولد النبوي أو في أي مناسبة أخرى".

حكم صيام المولد النبوي

قالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن يوم مولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم هو يوم تفضل الله تعالى به على العالمين بإيجاد خير الأنام، فاستحق لذلك مزيد فضل واعتناء وإظهار أبلغ معاني الشكر والثناء لله- تعالى- بالإكثار من الطاعات والقربات التي من أَجَلِّها قربة الصيام، كما استحق إظهار ما لهذه النعمة من أثر في النفوس من السعادة والسرور والحفاوة والاحتفاء والاحتفال؛ إذ يزيد فرح المؤمن بمولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم على فرحه بأيِّ حدث وبكل عيد.

صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا

وتابعت في إجابتها على السؤال: ما اعتدته -أيها السائل- من صيام يوم المولد النبوي الشريف يُعَدُّ أمرًا مشروعًا، وفعلًا حسنًا، وهو من شكر المُنعِم على إنعامه، والمُحسِن على إحسانه، وهو أيضًا اقتداءٌ وتأسٍّ بأصل فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث كان يخص يوم الإثنين وهو يوم مولد النبي الشريف بالصيام.

 

الاحتفال بذكرى مولد النبي أفضل الأعمال وأعظم القربات 

وذكرت دار الإفتاء أن الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات وأجلِّ الطاعات؛ لما فيه مِن التعبير عن الحب والفرح بمولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الذي هو أصلٌ مِن أصول الإيمان؛ حتى أقسم اللهُ عزَّ وجلَّ بحياته؛ فقال في كتابه العزيز: ﴿لَعَمْرُكَ﴾ [الحجر: 72].

 

ما دليل صيام المولد النبوي


وأوضحت أن مِن جملة الأمور التي يُشرَع فعلها احتفالًا بهذه المناسبة العظيمة: صيام يوم مولده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم؛ ذلك أنَّ الشارع قد حثَّ على الصيام على جهة الإطلاق ورغَّب فيه، وجعل صوم التطوع مندوبًا إليه إلا ما استثناه بالنص عليه، وعظَّم أجره وثوابه، بل أفرد للصائمين بابًا من أبواب الجنة لا يدخل منه أحدٌ إلا هُم، وعلى هذا تواترت الأخبار؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ؛ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ» أخرجه الشيخان.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللهِ؛ إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذَلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا» أخرجه مسلم في "صحيحه". وقوله: «فِي سَبِيلِ اللهِ»: "أي: في طاعته؛ يعني قاصدًا به وجه الله تعالى؛ كما قال الحافظ السيوطي في "شرحه على صحيح مسلم" (3/ 234، ط. دار ابن عفان).

 

أين ولد النبي محمد؟ 

ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام فجر الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في دار عقيل بن أبي طالب، وكانت قابلته الشفاء أم عبد الرحمن بن عوف، فسقط ساجدا بين يديها، ثم رفع رأسه وأصبعيه إلى السماء.سبقت ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- رؤى لأمه آمنة بنت وهب «كانت تحدث أنها أتيت في منامها لما حملت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع بالأرض قولي أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، ثم سميه محمدا».

 

وكانت تصف حملها فتنفي عنه الشعور بما تشعر به النساء إذا حملن، فليس في حملها تعب النساء ولا ما يجدنه من ألم وضعف، ومن ذلك أنها رأت أثناء حملها به كأن نورا خرج منها فأنار لها حتى رأت قصور بصرى من أرض الشام، فلما وضعته أخبرت جده عبد المطلب بأمره، فأخذه فدخل به إلى الكعبة وعوذه ودعا له، ثم أسماه محمدا، ولم يسبقه أحد إلى اسمه؛ ليكون محمودا في العالمين.

 

نسب الرسول عليه الصلاة والسلام

هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويختم اسم قبيلته قريش، ومما ورد في أصل قريش قيل إنه فهر وهو الأكثر صحة، وقيل إن قريشا هو النضر بن كنانة وفي هذا النسب إجماع الأمة، ويزيد البعض في نسبه لآدم بعد كنانة آباء أولهم عدنان من نسل إسماعيل عليه السلام، ثم إلى نبي الله هود، ثم إلى نبي الله إدريس، ثم إلى شيث بن آدم ثم إلى نبي الله آدم عليهم جميعا صلوات الله وسلامه.

والدة الرسول محمد هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن كلاب، وبه يلتقي نسب آمنة بنسب عبد الله، وجدها عبد مناف بن زهرة سيد بني زهرة وأطيبهم شرفا وأكرمهم نسبا، ومنه خطبها عبد المطلب لابنه عبد الله، ليجتمع كريما النسب في زواج كانت ثمرته مولد سيد الخلق محمد عليه الصلاة والسلام.
 

تابع موقع تحيا مصر علي