النفط ينخفض مجددًا| أزمة الطلب الصيني تؤثر على الأسعار

شهدت أسعار النفط الخام اليوم تراجعاً ملحوظاً في الأسواق العالمية، وذلك في ظل ضعف الطلب من الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، و البيانات الصادرة عن إدارة الجمارك الصينية أظهرت انخفاضًا في الواردات النفطية خلال شهر أغسطس، مما زاد من الضغوط على الأسعار التي تأثرت أيضًا بمخاوف أخرى تتعلق بعوامل محلية وعالمية.

ارتفع دولار| تعافي أسعار النفط بعد موجة هبوط وتفاؤل بالتوجهات الاقتصادية الأمريكية

بسبب إمدادات ليبيا..هل تستمر أسعار النفط في التراجع بعد بلوغ أدنى مستوى في 14 شهرًا؟

اعتماد الصين بشكل كبير على استيراد النفط لتلبية احتياجاتها 

وفقًا للبيانات الجديدة، سجلت صادرات الصين أسرع نمو لها منذ ما يقارب العامين في أغسطس، ولكن الواردات النفطية ظلت على حالها، مما يشير إلى انخفاض الطلب المحلي. يعتبر هذا التراجع مصدر قلق كبير في الأسواق، خاصةً في ظل اعتماد الصين بشكل كبير على استيراد النفط لتلبية احتياجاتها الصناعية والاقتصادية.

الأبحاث التي نشرتها وكالة رويترز تشير إلى أن الطلب على المنتجات النفطية في الصين بلغ ذروته في عام 2023 ومن المتوقع أن يشهد انخفاضًا بنسبة 1.1% سنويًا حتى عام 2025، مع تسارع هذا الانخفاض في السنوات اللاحقة. 

الطلب على المنتجات النفطية في الصين بلغ ذروته في عام 2023

من المتوقع أن ينخفض الطلب بمعدل 2.7% سنويًا من 2025 إلى 2030، وبنسبة 3.2% سنويًا من 2030 إلى 2035. يرجع هذا التراجع إلى تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين بعد جائحة كورونا، مما يؤثر سلبًا على استهلاك النفط وأسعاره.

في سياق متصل، لم تكن الأنباء المتعلقة بإعصار مدمر قد يؤثر على عمليات التكرير في ساحل الخليج الأمريكي كافية لتخفيف الضغوط على أسعار النفط. على الرغم من أن هذا الإعصار قد يؤثر على نحو 60% من طاقة التكرير الأمريكية، فإن المخاوف من تراجع الطلب العالمي تفوق أثر هذا الحدث الطبيعي. 

حالة قلق مستمرة في أسواق النفط العالمية

في تداولات اليوم، انخفضت أسعار العقود الفورية لخام برنت بنحو 0.19% لتصل إلى 71.45 دولار للبرميل، في حين سجلت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي انخفاضًا قدره 0.43% لتبلغ 68.81 دولار للبرميل، وهذا التراجع في الأسعار يعكس حالة القلق المستمرة في أسواق النفط العالمية والتي تعاني من تباين في عوامل العرض والطلب.

في الختام، يشير الوضع الحالي إلى استمرار الضغوط على أسعار النفط في المستقبل القريب، حيث يبقى التركيز على تطورات الطلب الصيني والاقتصاد العالمي كعوامل رئيسية تؤثر على الاتجاهات المستقبلية لأسواق النفط.