بسبب إمدادات ليبيا..هل تستمر أسعار النفط في التراجع بعد بلوغ أدنى مستوى في 14 شهرًا؟
ADVERTISEMENT
تراجعت أسعار النفط، الخميس، إلى مستويات لم تشهدها منذ 14 شهرًا، وسط مخاوف مستمرة من انخفاض الطلب في أكبر اقتصادات العالم، وهما الولايات المتحدة والصين. حيث أغلقت العقود الآجلة لخام برنت منخفضة بمقدار سنت واحد لتستقر عند 72.69 دولار للبرميل. كذلك، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار خمسة سنتات لتصل إلى 69.15 دولار للبرميل، مسجلة أدنى مستوى لها منذ ديسمبر 2023.
التراجع في الأسعار يعكس استمرار القلق في السوق بشأن تباطؤ الطلب العالمي على النفط، لا سيما مع انخفاض النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين، حيث يشير المستثمرون إلى تباطؤ قطاعي التصنيع والصادرات في الصين. كما أدى ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية وتزايد المخاوف من ركود اقتصادي إلى تقليص توقعات استهلاك الطاقة.
تأثير الإمدادات الليبية على السوق العالمية
في الوقت نفسه، تراقب الأسواق العالمية الوضع في ليبيا عن كثب، حيث سُمح لبعض الناقلات بتحميل الخام من المخزونات، رغم استمرار تعطل الإنتاج بسبب الخلافات السياسية حول توزيع عائدات النفط بين الفصائل الليبية المتناحرة. وقد يضيف استئناف الإنتاج الليبي ضغطًا إضافيًا على السوق في وقت يشهد فيه العالم تراجعًا في الطلب.
هذا التعقيد في الأوضاع الليبية يأتي في وقت حساس، حيث تحتاج السوق إلى توازن دقيق بين العرض والطلب لمنع تراجع الأسعار إلى مستويات أعمق، خصوصًا مع استمرار حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
المخزونات الأميركية تسجل انخفاضًا أكبر من المتوقع
ورغم هذا الانخفاض المستمر في الأسعار، تلقت الأسواق بعض الدعم من بيانات المخزونات الأميركية، حيث أعلنت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط الخام تراجعت بنحو 6.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 30 أغسطس، وهو انخفاض أكبر بكثير مما توقعه المحللون الذين أشاروا إلى تراجع مقداره مليون برميل فقط. كما أكد معهد البترول الأميركي، الأربعاء، انخفاضًا أكبر بقيمة 7.4 مليون برميل.
ومع ذلك، فإن التأثير الإيجابي لهذا الانخفاض في المخزونات لم يكن كافيًا لتعويض المخاوف الكبيرة بشأن ضعف الطلب العالمي، مما زاد من تقلبات السوق.
أوبك+ تؤجل زيادة الإنتاج وتقدم دعماً للأسواق
في محاولة لمواجهة تراجع الأسعار، أعلن تحالف أوبك+، الذي يضم كبرى الدول المنتجة للنفط، عن تأجيل الزيادة المقررة في إنتاج النفط لشهر أكتوبر لمدة شهرين. ويأتي هذا القرار كجزء من جهود التحالف للحفاظ على استقرار السوق ومنع تراكم المخزونات في وقت يواجه فيه الطلب العالمي تحديات كبيرة.
وقال محللون في بنك الاستثمار الأميركي جيفريز إن تأجيل الزيادة الإنتاجية قد يقلل من المعروض اليومي بمقدار 100 ألف إلى 200 ألف برميل يوميًا خلال الربع الرابع، وهو ما قد يساعد في استقرار السوق إذا لم يتحسن الطلب بشكل كبير.