عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الحوثيون يعلنون مسؤوليتهم عن تفجيرناقلة النفط اليونانية سونيون وسط قلق دولي

تفجيرناقلة النفط
تفجيرناقلة النفط اليونانية سونيون

أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، يوم الخميس، مسؤوليتها عن تفجير ناقلة النفط اليونانية "سونيون" بعد أن قامت بتفخيخها، وهو ما أثار ردود فعل دولية غاضبة وتحذيرات من وقوع كارثة بيئية كبرى في أحد أهم الممرات المائية في العالم. تأتي هذه العملية كجزء من سلسلة هجمات متزايدة على السفن التجارية في المنطقة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في هذا الممر الحيوي الذي تمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية.

من الهجوم إلى التفجير: تصعيد ممنهج في البحر الأحمر

بدأت قصة "سونيون" في 21 أغسطس، عندما تعرضت الناقلة التي ترفع علم اليونان لهجوم شنته جماعة الحوثي، مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها وتعطل محركها، تاركة إياها في حالة عجز وسط البحر الأحمر. وعلى إثر هذا الهجوم، تدخلت مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة لإجلاء طاقم السفينة المؤلف من 25 فردًا، في محاولة لتفادي وقوع كارثة إنسانية. وبعد مرور أسبوع على هذا الحادث، أعلنت جماعة الحوثي في بيان رسمي تفجير السفينة بعد أن قام عناصرها بتفخيخها. وقد نشر الحوثيون مقطع فيديو يظهر أحد عناصرهم وهو يقوم بتركيب المتفجرات على متن الناقلة، قبل أن يتم تفجيرها، مما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة وتصاعد أعمدة الدخان الكثيف.
 

تفجيرناقلة النفط اليونانية سونيون

الحوثيون يدعون أن السفينة كانت تحمل شحنات "للعدو الإسرائيلي"

في خطابه الأسبوعي، برر زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي هذه العملية بأنها "دفاع عن النفس"، زاعمًا أن السفينة "سونيون" كانت تنتهك قرار الحظر وتحمل شحنات موجهة للعدو الإسرائيلي. ووصف الحوثي الهجوم بأنه "عملية بطولية وجريئة" تهدف إلى "إحباط خطط العدو"، مضيفًا أن قواته لن تتوانى عن استهداف أي سفينة تهدد أمن وسيادة اليمن. تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة بين مختلف الأطراف، حيث يحاول الحوثيون تعزيز نفوذهم من خلال استهداف المصالح البحرية الدولية.

ردود الفعل الدولية: قلق عالمي من كارثة بيئية محتملة وتواصل دبلوماسي مكثف

أثارت العملية الحوثية موجة من الانتقادات الدولية، حيث أعربت عدة جهات عن قلقها من احتمال وقوع كارثة بيئية بسبب هذه الهجمات. في هذا السياق، أعلنت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة عن موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة "سونيون"، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، بعد تواصل مكثف مع عدة جهات دولية، خاصة من الجانب الأوروبي. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، إن الجماعة سمحت بسحب السفينة المحترقة بناءً على "مخاوف إنسانية وبيئية"، مشيرًا إلى أن الحوثيين لا يسعون لتدمير البيئة البحرية، ولكنهم في حالة "دفاع مشروع" عن أنفسهم.
 

تأثير الهجمات الحوثية على حركة الشحن العالمية: هل يتجه البحر الأحمر نحو أزمة شاملة؟

الهجوم على "سونيون" ليس سوى جزء من سلسلة هجمات متواصلة ينفذها الحوثيون ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، منذ نوفمبر الماضي، تحت ذريعة دعم الفلسطينيين في غزة. وقد أثرت هذه الهجمات بشكل كبير على حركة الشحن في هذه المنطقة الاستراتيجية، مما أثار مخاوف دولية من احتمالية تصاعد الصراع وتحوله إلى أزمة شاملة تؤثر على الملاحة البحرية العالمية. وأشارت مهمة "أسبيدس" الأوروبية في البحر الأحمر إلى أن السفينة "سونيون" مشتعلة منذ 23 أغسطس، مع وجود حرائق متعددة على سطحها، ورغم عدم وجود تسرب نفطي حتى الآن، فإن المهمة تعمل على تنسيق الجهود مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة لتجنب وقوع كارثة بيئية قد تهدد الحياة البحرية وتؤثر على التجارة العالمية بشكل كبير.
 

تفجيرناقلة النفط اليونانية سونيون

البحر الأحمر: ساحة جديدة لصراع النفوذ الإقليمي والدولي؟

تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل الأمن في هذه المنطقة الحيوية. الحوثيون، الذين يزعمون أن عملياتهم تأتي في سياق دعمهم للفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، قد يعمدون إلى تحويل البحر الأحمر إلى ساحة صراع جديدة، مما قد يدفع بالقوى الدولية إلى التدخل لاحتواء الأزمة وضمان أمن الملاحة البحرية. ومع استمرار هذه الهجمات، تتزايد المخاوف من أن يتحول البحر الأحمر إلى مسرح لحرب بحرية، قد تكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والدولي.

تابع موقع تحيا مصر علي