سيول مدمرة تضرب المغرب والجزائر وسقوط عشرات القتلى والمفقودين|فيديو
ADVERTISEMENT
اجتاحت سيول جارفة مناطق جنوبية وصحراوية في كل من المغرب والجزائر، حيث شهدت هذه المناطق هطول أمطار رعدية غزيرة، في ظاهرة مناخية نادرة أدت إلى خسائر بشرية، ومفقودين، إلى جانب أضرار مادية كبيرة. هذه الظاهرة الاستثنائية أثارت قلق المواطنين والسلطات المحلية على حد سواء، خاصة أن المناطق المتضررة تعاني من الجفاف منذ سنوات طويلة.
الأمطار الاستثنائية تضرب المغرب: تلاقي الكتل الهوائية سبب الكارثة
شهدت مناطق واسعة من المغرب، خاصة المناطق الصحراوية جنوب شرق جبال الأطلس، هطول أمطار رعدية غزيرة. وأوضحت المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية أن هذا الطقس العنيف نتج عن تلاقي كتل هوائية استوائية غير مستقرة قادمة من الجنوب مع كتل هوائية باردة من الشمال، مما أدى إلى تكون سحب عنيفة وتحول الأمطار إلى سيول جارفة.
وفقًا لتقارير محلية، كانت مناطق إقليم طاطا من بين الأكثر تضررًا، حيث اجتاحت السيول عددًا من القرى وخلّفت مفقودين في دوار أوكرضا بمنطقة سموكن. وقد طالب السكان هناك بتوفير طائرات مروحية للمساعدة في عمليات البحث عن المفقودين.
ارتفاع مستوى التحذيرات الجوية: الأمطار مستمرة حتى ليل الأحد
أصدرت مديرية الأرصاد الجوية نشرة إنذارية من مستوى اليقظة الأحمر، محذرة من تساقطات مطرية رعدية غزيرة قد تصل كمياتها إلى ما بين 60 إلى 100 ملم. هذه الأمطار متوقعة في أقاليم فكيك، الرشيدية، زاكورة، تنغير، ورزازات، وطاطا. وسُجلت كميات هائلة من الأمطار في فترة قصيرة، حيث بلغت في مدينة ورزازات نحو 47 ملمترا خلال ثلاث ساعات فقط، بينما وصلت في تاكونيت إلى 170 ملمترا.
الجزائر تشهد أمطارًا غزيرة: سيول تجتاح جنوب البلاد
في الجزائر، شهدت ولايات جنوبية مثل إليزي وبشار أمطارًا غزيرة أيضًا تسببت في فيضانات مفاجئة. وقد أعلنت الحماية المدنية الجزائرية عن انتشال جثمان فتاة جرفتها السيول في إليزي، بينما تم إنقاذ عائلة مكونة من أربعة أفراد علقوا وسط السيول في ولاية بشار. يتوقع أن تستمر الأمطار حتى مساء الأحد مع تحذيرات من حدوث زخات رعدية قوية في المناطق المتضررة.
مخاوف بيئية وأمل في تحسن موارد المياه
رغم الدمار الذي تسببت فيه السيول، إلا أن هذه الأمطار جاءت في وقت يعاني فيه المغرب من أزمة شح المياه بعد سنوات طويلة من الجفاف. فحتى نهاية أغسطس، كانت مخزونات السدود قد انخفضت إلى أقل من 28% من قدرتها الاستيعابية. الأمطار الأخيرة ساهمت في رفع منسوب المياه في بعض السدود جنوب شرقي المغرب، حيث استقبلت أربعة سدود في إقليمي الرشيدية وتنغير نحو 20 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يعتبر تحسنًا ملموسًا في الوضع المائي لهذه المناطق التي كانت تعاني من نقص كبير في المياه.
التغيرات المناخية: تحذير للمستقبل
هذه السيول تسلط الضوء على التغيرات المناخية التي تؤثر على مناطق جافة تقليديًا، مثل جنوب المغرب وشمال الجزائر. تغير أنماط الطقس وزيادة حالات الأمطار الغزيرة في هذه المناطق تثير تساؤلات حول استعداد البنية التحتية لهذه الدول لمواجهة الظواهر المناخية المتطرفة. وبينما قد تسهم هذه الأمطار في تحسين الوضع المائي، إلا أن إدارة الفيضانات والتخفيف من آثارها السلبية يمثل تحديًا كبيرًا أمام الحكومات في المستقبل.